للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال أنس بن مالك رضي الله عنه: لما طعن عمر رضي الله عنه عولت (١) عليه حفصة، فقال: يا حفصة، أما سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "المعول عليه يعذب".

وعول صهيب (٢)، فقال عمر: يا صهيب، أما علمت أن المعول عليه يعذب (٣).

وقبل وفاته رضي الله عنه طلب صحابة النبي صلى الله عليه وسلم منه أن يستخلف عليهم خليفة، فقالوا: ألا تستخلف؟ فقال رضي الله عنه: إن أستخلف فقد استخلف من هو خير مني أبو بكر، وإن أترك، فقد ترك من هو خير مني رسول الله صلى الله عليه وسلم (٤).

ثم قال رضي الله عنه: ما أجد أحق بهذا الأمر من هؤلاء النفر أو الرهط الذين توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو عنهم راض، فسمى علياً وعثمان، والزبير، وطلحة، وسعداً، وعبد الرحمن، وقال: يشهدكم عبد الله بن عمر، وليس له من الأمر شيءٌ كهيئة التعزية له، فإن أصابت الإمارة سعداً فهو ذاك، وإلا فليستعن به أيكم ما أمر، فإني لم أعزله عن عجز ولا خيانة (٥).


(١) العَويل: رفع الصوت بالبكاء، وقال شمر: الصياح والبكاء. ابن منظور / لسان العرب ٩/ ٤٧٩.
(٢) هو الرومي رضي الله عنه، تقدمت ترجمته في ص: (١٤٧).
(٣) رواهما البخاري / الصحيح ١/ ٢٢٣، ٢٢٤، مسلم / الصحيح / شرح النووي ٦/ ٢٢٨، ٢٣٠، ٢٣١. واللفظ له.
(٤) صحيح. تقدم تخريجه في ص: (٥٤٧).
(٥) صحيح. تقدم تخريجه في ص: (٦٣٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>