للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فقد ورد أنّ عمر رضي الله عنه دعا أم كلثوم (١) بنت عليّ بن أبي طالب وكانت تحته فوجدها تبكي فقال: ما يبكيك؟ قالت: يا أمير المؤمنين هذا اليهودي (٢) - تعني كعب الأخبار - يقول: إنّك على باب من أبواب جهنم. فقال عمر: ما شاء، والله إنّي لأرجوا أن يكون ربّي خلقني سعيداً ثم أرسل إلى كعب فدعاه، فلما جاءه كعب، قال: يا أمير المؤمنين لا تعجل عليّ، والذي نفسي بيده لا ينسلخ ذو الحجّة حتى تدخل الجنة، فقال عمر: أي شيء هذا، مرّة في الجنة ومرة في النّار؟ فقال: يا أمير المؤمنين، والذي نفسي بيده إنا لنجدك في كتاب الله على باب من أبواب جهنم تمنع النّاس أن يقعوا فيها فإذا مت لم يزالوا يقتحمون فيها إلى يوم القيامة (٣).


(١) تقدمت ترجمتها في ص: (٢٢٩، ٢٤٤).
(٢) لعلّ أم كلثوم قالت ذلك باعتبار ما كان عليه كعب من اليهودية أو لعلها لم تعلم بإسلامه.
(٣) رواه ابن سعد/ الطبقات ٣/ ٣٣٢، والبلاذري/ أنساب الأشراف/ الشيخان، ص: ٣٣٤، ٣٣٥، أبو نعيم/ حلية الأولياء ٦/ ٢٣.
وإسناده عند ابن سعد متّصل ورجاله ثقات. قال: أخبرنا معن بن عيسى، أخبرنا مالك بن أنس عن عبد الله بن دينار عن سعد الجاري مولى عمر بن الخطاب أنّ عمر … الأثر.
وسعد الجاري قال عنه ابن حجر: "اختلف في صحبته". الإصابة ٢/ ١١٢. وذكره في تعجيل المنفعة ص: ١٥٠، وذكره ابن حبان في الثّقات ٤/ ٢٩٦، وابن حاتم/ الجرح والتّعديل ٤/ ٩٦ باسم سعد بن يربوع الجاري.
ورواه البلاذري من طريق مالك بن أنس، ولفظه مختصر حيث إنّه فيه قول كعب لعمر فقط: إنا لنجدك في كتاب الله على باب من أبواب جهنم تمنع النّاس أن يقعوا فيها، فإذا لم يزالوا يقتحمونها إلى يوم القيامة.
وفي إسناده عند أبي نعيم شيخه إبراهيم بن عبد الله الأصبهاني. ذكره الخطيب البغدادي ولم يذكر في جرحاً ولا تعديلاً. تاريخ بغداد ٦/ ١٢٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>