للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الدائرة على المتآمرين، وينجو عمر، وأيضاً لو كان الأمر كذلك لكتم كعب ذلك عن عمر حتّى لا يثير الشّبهات حوله، وعلى أية حالٍ فإنّ عمر رضي الله عنه وهو صاحب الحدس الصادق والمعرفة التامة بالرّجال لم يفهم من كلام كعب تهديداً له بل لقد كان كعب من جلساء عمر رضي الله عنه وأصحابه وكان يطلب منه أن يخونه ويذكره حتّى يرق قلبه (١). والله أعلم.

وكذلك لم يثبت اشتراك عيينة (٢) بن حصن في التآمر لقتل عمر رضي الله عنه كما فهمه البعض من الرواية التي فيها أنّ عيينة قال لعمر: إنّ الله جعلك فتنة على أمة محمّد، فقال: كذّب. إنّ رّبي ليعلم أنّي لم أضمر لها غير العدل والإحسان. وقال عيينة: لم أذهب هناك، ولكن يفقدون سيرتك، فيضرب بعضهم رقاب بعض، فقال: ما أنا لذلك بآمر. فقال: يا أمير المؤمنين، احترس من الأعاجم وأخرجهم من المدينة فإنّي لا آمنهم عليك (٣).


(١) انظر ص: (٣١٧).
(٢) تقدمت ترجمته في ص: (٢٥١).
(٣) رواه ابن سعد/ الطبقات/ الطبقة الرابعة ٢/ ٥٦٢، وابن شبه/تاريخ المدينة ٣/ ١٠٦، والبلاذري/ أنساب الأشراف، ص: ٣٥٩، وابن عساكر/ تاريخ دمشق، ص: ٣٤٨.
ومداره عند ابن سعد والمبلاذري وابن عساكر على المدائني عن عامر بن أبي محمّد يروي عن عيينة، والمدائني هو: عليّ بن محمّد المدائني شيخ البلاذري ثقة، تقدمت ترجمته في ص: (١١١٥).
وعامر بن أبي محمّد لم أجد له ترجمة، ورواه ابن شبه من غير إسناد. فالرواية غير ثابتة.

<<  <  ج: ص:  >  >>