للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفي رواية ابن سعد: فكنا نتحدث أنّه من الجن.

وفي الأثر السّابق دلالة على أنّ الجن تنبئت بوفاة عمر رضي الله عنه وذلك في آخر حجة حجها رضي الله عنه، ونعته الجن بالأبيات السابقة، وهذا ليس من علمهم الغيب، فقد أخبر المولى العظيم أنّ الجنّ لا يعلمون الغيب. قال تعالى: {فَلَمَّا قَضَيْنَا عَلَيْهِ الْمَوْتَ مَا دَلَّهُمْ عَلَى مَوْتِهِ إِلاَّ دَابَّةُ الأَرْضِ تَأْكُلُ مِنْسَأَتَهُ فَلَمَّا خَرَّ تَبَيَّنَتِ الْجِنُّ أَنْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ الْغَيْبَ مَا لَبِثُوا فِي الْعَذَابِ الْمُهِينِ} (١).

ولكن هذا مما يسترقه الجنّ من السّمع كما أخبر النبيّ صلى الله عليه وسلم قالت عائشة رضي الله عنها: سأل أناس النبيّ صلى الله عليه وسلم عن الكهان، فال: "إنّهم ليسوا بشيء". فقالوا: يا رسول الله فإنّهم يحدّثون بالشّيء يكون حقّاً، فقال النبيّ صلى الله عليه وسلم: "تلك الكلمة من الحقّ يخطفها الجنّيّ فَيُقَرقِرها في أذن وليه تقرقرة الدّجاجة، فيخلطون فيه أكثر من مائة كذبة" (٢).


(١) سروة سبأ، آية: ١٤.
(٢) رواه البخاري/ الصّحيح ٤/ ٣١١، كتاب التّوحيد/ باب قراءة الفاجر والمنافق.

<<  <  ج: ص:  >  >>