للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومر عمر رضي الله عنه بشعب ضجنان (١)، ووقف، ووقف الناس، فقال: لقد رأيتني في هذا المكان، وأنا في إبل الخطاب، وكان فظاً غليظاً، أخبط عليها مرة وأحطب أخرى، ثم أصبحت اليوم يضرب الناس بجنباتي ليس فوقي منهم أحد، ثم تمثل هذا البيت:

لا شيء مما ترى تبقى بشاشته … يبقى الإله ويفنى المال والولد (٢)


(١) ضجنان: حرة شمال مكة، يمر الطريق غربها على مسافة ٥٤ كم على طريق المدينة، تعرف اليوم بحرة المحسنية. البلادي/ معجم المعالم الجغرافية في السيرة ص: ١٨٣.
(٢) رواه ابن سعد/ الطبقات ٣/ ٢٦٦ ابن شبه/ تاريخ المدينة ٢/ ٢٢١ وإسناده عند ابن سعد رجاله ثقات إلا أنه منقطع من رواية سليمان بن يسار وهو ثقة من الثالثة عن عمر ابن الخطاب رضي الله عنه قال أخبرنا هارون وعفان بن مسلم وعارم بن الفضل قالوا: أخبرنا حماد بن زيد قال: أخبرنا يزيد بن حازم عن سليمان بن يسار. وفي إسناده عند ابن شبه عبد الوهاب بن عطاء صدوق ربما أخطأ ومحمّد ابن عمرو بن علقمة صدوق له أوهام تق ٢٦٨، ٤٩٩ وبقية رجاله ثقات، وسنده متصل. قال: أخبرنا سعيد بن عامر وعبد الوهّاب بن عطاء قالا: أخبرنا محمّد بن عمرو بن يحيى بن عبد الرحمن بن حاطب عن أبيه. فالأثر حسن لغيره بطريقيه.
ورواه الطبري في تاريخه ٢/ ٥٧٥ بنصّ فيه زيادة ثلاثة أبيات ولكن لم أورده لضعفه الشديد ففي إسناده يزيد بن عياض بن جعدبة كذّبه الإمام مالك وغيره تق: ٦٠٤.
وفي العمدة لابن رشيق ص: ٣٣، ٣٤: أن عمر لبس برداً جديداً فنظر الناس إليه وقد روى لورقة بن نوفل في أبيات:
لا شيء مما ترى تبقى بشاشته يبقى الإله ويفني المال والولد
لم تغن عن هرمز يوماً خزائنه والخلد قد حاولت عاد فما خلدوا
ولا سليمان إذ تجري الرياح له والجن والأنس فيما بينهما ترد
حوض هنالك مورود بلا كذب لا بد من ورده يوماً كما وردوا

<<  <  ج: ص:  >  >>