للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أفلا أدلك على العجب يا عمر؟ إن ختنك (١) وأختك قد صبوا وتركا دينك الذي أنت عليه، فمشى عمر ذامراً حتى أتاهما وعندهما رجل من المهاجرين يقال له خباب (٢)، فلما سمع خباب حس عمر توارى في البيت، فدخل عليهما، فقال: ما هذه الهينمة (٣) التي سمعتها عندكم؟ وكانوا يقرأون (طه) فقالا: ما عدا حديثاً تحدثناه بيننا قال: فلعلكما قد صبوتما، فقال له ختنة: أرأيت يا عمر إن كان الحق في غير دينك؟

فوثب عمر على ختنة، فوطئه وطئاً شديداً، فجاءت أخته فدفعته عن زوجها فنفحها (٤) بيده نفحة، فدمي وجهها، فقالت وهي غضبى: يا عمر إن كان الحق في غير دينك؟!

أتشهد أن لا إله إلا الله وتشهد أن محمداً رسول الله؟ فلما يئس عمر قال: أعطوني هذا الكتاب الذي عندكم فأقرأه قال: وكان عمر يقرأ


(١) جاء مصرحاً باسمه في رواية ابن إسحاق وهو زوج أخت عمر فاطمة، سعيد بن ز يد بن عمرو بن نفيل رضي الله عنه.
(٢) خَبّاب بن الأرت التميمي أبو عبد الله من السابقين إلى الإسلام كان يعذب في الله. تق ١٩٢.
(٣) الهَيْنَمَة: الكلام الخفي الذي لا يفهم. ابن الأثير/ النهاية في غريب الحديث ٢/ ٢٩٠.
(٤) النَّفْح: الضرب والرمي. ابن الأثير/ النهاية في غريب الحديث ٥/ ٨٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>