للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الوحيد الذي عرفته الإنسانية في تاريخها منذ وجد الإنسان في الأرض إلى الآن هو الجيل الذي شوه المغرضون سيرته، بما دسوه من باطل وما اختزلوه من حق (١).

ويقول الأستاذ محب الدين الخطيب: إنما ينتفع بأخبار الطبري من يرجع إلى تراجم رواته في كتب الجرح والتعديل … ، ولا نعرف أمة عني مؤرخوها بتمحيص الأخبار، وبيان درجتها، وشروط الانتفاع بها كما عني بذلك علماء المسلمين، وإن العلم بذلك من لوازم الاشتغال بالتاريخ الإسلامي، أما الذين يحتطبون الأخبار بأهوائهم، ولا يتعرفون إلى رواتها، ويكتفون بأن يشيروا في ذيل الخبر إلى الطبري رواه في صفحة كذا من جزئه الفلاني، ويظنون أن مهمتهم انتهت بذلك، فهؤلاء من أبعد الناس عن الانتفاع بما حفلت به كتب التاريخ الإسلامي من ألوف الأخبار، ولو أنهم تمكنوا من علم مصطلح الحديث، وأنسوا بكتب الجرح والتعديل، واهتموا برواة كل خبر اهتمامهم بذلك الخبر لاستطاعوا أن يعيشوا في جو التاريخ الإسلامي، ولتمكنوا من التمييز بين غث الأخبار وسمينها، ولعرفوا للأخبار قدرها بوقوفهم على قدر أصحابها (٢).


(١) أضواء على التاريخ الإسلامي ص: ٢٩٢.
(٢) أضواء على التاريخ الإسلامي ص: ٧٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>