للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال البراء بن عازب (١) رضي الله عنه: أول من قدم علينا - يعني المدينة - مصعب بن عمير وابن أم مكتوم، وكانا يقرئان الناس، فقدم بلال وسعد وعمار بن ياسر ثم قدم عمر بن الخطاب في عشرين من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم (٢).

وممن هاجر مع عمر رضي الله عنه ابنه عبد الله، فلما فرض عمر رضي الله عنه العطاء فرض للمهاجرين الأولين أربعة آلاف، وفرض لابن عمر ثلاثة آلاف وخمسمائة، فقيل له: هو من المهاجرين، فلم نقصته من أربعة آلاف؟ فقال: إنما هاجر به أبواه، يقول: ليس هو كمن هاجر بنفسه (٣).


(١) البراء بن عازب الأنصاري الخزرجي استصغر يوم بدر وشهد مع علي رضي الله عنه الجمل وصفين والنهروان ومات بالكوفة. ابن عبد البر/ الاستيعاب ١/ ٢٣٩، ٢٤٠.
(٢) رواه البخاري/ الصحيح ٢/ ٣٣٧، ٣/ ٢١٤ وغيره. وانظر: فتح الباري ٧/ ٢٦١.
(٣) رواه البخاري/ الصحيح ٢/ ٣٣٥، وقد روى ابن عساكر في تاريخ دمشق ص ٤٦ أن رجلاً قال لابن عمر: أنت هاجرت قبل أم عمر؟ قال: فغضب، فقال: لا بل هو هاجر قبلي، وهو خير مني في الدنيا والآخرة، وفي إسناد ابن عساكر أبو الفضل بن البقال وفرات بن أبي بحرلم أجد لهما ترجمة، وفيه أبو عبد الله يروي عن وكيع بن الجراح لم أعرفه، والنص السابق يدل على أن ابن عمر هاجر بعد عمر بن الخطاب وهو يعارض ما جاء في رواية الصحيح المذكورة في المتن ولكن هذا الخبر جاء عند البخاري في الصحيح ٢/ ٣٣٦، وابن شبه/ تاريخ المدنية ٢/ ٨٢، ٨٣، بلفظ مختلف وفيه أن ابن عمر كان إذا قيل له هاجر قبل أبيه يغضب وليس فيه أنه قال: "لا بل هو هاجر قبلي" وفيه ذكر لمبايعته عبد الله وأبيه عمر النبي صلى الله عليه وسلم بيعة الرضوان.

<<  <  ج: ص:  >  >>