للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولمكانة عمر رضي الله عنه العلمية العالية فقد كان من أهل الفتوى من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، قال مسروق بن الأجدع (١) رحمه الله: كان أصحاب الفتوى من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم عمر وعلي، وابن مسعود، وزيد، وأبي بن كعب، وأبو موسى الأشعري رضي الله عنهم (٢).

وجاء عن حذيفة بن اليمان رضي الله عنه قوله: إنما يفتي الناس أحد ثلاثة، رجل علم ناسخ القرآن من منسوخه، قالوا: ومن ذاك؟ قال: عمر بن الخطاب، قال: وأمير لا يخاف، أو أحمق متكلف (٣).

وكان رضي الله عنه شديد الحذر في الفتوى، قال ابن سيرين رحمه الله تعالى: لم يكن أحد بعد النبي صلى الله عليه وسلم أهيب لما لا يعلم من أبي بكر،


(١) تقدمت ترجمته في ص (١٨٢).
(٢) رواه ابن سعد/ الطبقات ٢/ ٣٥١. صحيح. قال: أخبرنا عبيد الله بن موسى قال: أخبرنا حسن بن صالح بن مطرف حدّثني عامر عن مسروق.
(٣) رواه عبدالرزاق/ المصنف ١١/ ٢٣١، الدارمي/ السنن ١/ ٦١، ٦٢، ابن عساكر/ تاريخ دمشق ص ٢٤٣، وسنده عند عبدالرزاق رجاله ثقات إلا أنه من مراسيل ابن سيرين عن حذيفة وسنده عند الدارمي رجاله ثقات أيضاً وهو أيضاً من رواية ابن سيرين إلا أنه يرويه عن أبي عبيدة بن حذيفة بن اليمان عن أبيه فالسند متصل، وأبو عبيدة وثقه العجلي وابن حبان، وقال ابن حجر: مقبول. فالأثر حسن إن شاء الله.

<<  <  ج: ص:  >  >>