للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ذمارها، ويفاخر بأمجادها، ويصور عواطفها، وكانت القبيلة تزهو ويرتفع شأنها إذا نبغ منها شاعر ينافح عنها، ويشيد بمفاخرها، وكان للشعر تأثير كبير في نفوسهم يدلّ على ذلك أن الشاعر قد يخض بشعره شأن قبيلة ويرفع شأن قبيلة أخرى. ومن أمثلة ذلك:

قول جرير (١) في بني نمير من عامر بن صعصعة:

فغض الطرف إنك من نمير … فلا كعباً بلغت ولا كلاباً

جعل هذا البيت كلّ نميري إذا سئل عن نسبه قال: إنه عامري.

وعكس ذلك قول الحطيئة (٢):

قوم هم الأنف والأذناب غيرهم … ومن يساوى بأنف الناقة الذنبا


(١) جرير بن عطية بن الخَطَفَى والخَطَفَى لقب واسمه: حذيفة بن بدر بن سلمة ابن عوف بن كليب بن يربوع بن حنظلة التميمي الخنظلي. أبو الفتح الأصفهاني/ الأغاني ٨/ ٢٢٩.
(٢) هو: جرول بن أوس بن مالك بن حيوة العبسي كان من فحول الشعراء ومقدّميهم وفصحائهم. وكان يتصرف في جميع فنون الشعر من مدح وهجاء وفخر ونسب. ويجيد في جميع ذلك. وكان كثير الهجاء حتى هجا أباه وأمّه وأخاه وزوجته ونفسه. وهو مخضرم أدرك الجاهلية والإسلام. وكان أسلم في عهد النبيّ صلى الله عليه وسلم ثم ارتد، ثم أسر وعاد إلى الإسلام. وكان يلقب الحطيئة لقصره. ابن حجر/ الإصابة ١/ ٣٩٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>