٣ - معرفة زمان ومكان الكتابة، فتدوين المؤرّخ الحدث التاريخي بعد وقوفه عليه، وقربه منه زمانًا ومكانًا يجعل كتابته أكثر قبولًا وأكثر مطابقة للواقع، بخلاف فيما لو كان التدوين عن ناقل للحدث التاريخي بحيث لم يعاصر الكاتب الحدث بنفسه بل كان بعيدا عنه زمانًا أو مكانًا، فإن هذا يجعل خيره أكثر عرضة لتطرق الوهم والمبالغة ومخالفة الحقيقة وبالتالي فقدان الكتاب أهميته ومكانته العلمية.
ثانيًا: النقد الباطن:
أوَّلا: النقد الباطني الإيجابي: وهو عبارة عن تحليل الأصل أو النص التاريخي بقصد تفسيره وإدراك معناه ويمر في مرحلتين:
١ - تفسير ظاهر النص وتحديد المعنى الحرفي له.
٢ - إدراك المعنى الحقيقي للنص ومعرفة غرض المؤلف مما كتبه لذلك يجب الإلمام بلغة الكتاب وأسلوبه، ومعرفة لغة عصر المؤلف ويمكن الاستعانة بمؤلفات المؤرّخ الأخرى أو مؤلفات عصره، ومعرفة البيئة التي عاش فيها أيضًا، وينبغي دراسة المعنى في جزئيات النص لفهم معناه العام كما أنه لا بد من دراسة معناه العام لفهم جزئياته.
ولا بد من معرفة غرض المؤلف من مؤلفه، والمعنى الحقيقي الذي يريده من كتابه، فمن الجائز أنه كتب بعض الأساليب والتراكيب غير الواضحة وفي هذه الحالة لا يؤدي ظاهر النص إلى المعنى المقصود،