وتعرض المؤرّخ حالات كثيرة من هذا النوع تحتوي على تشبيه أو محاز أو استعارة أو كنية أو رمز أو هزل أو مداعبة أو تلميح أو تعريض وعلى ذلك فإن فهم المعاني الحقيقة للعبارات الغامضة في الأصول التاريخية هو من أهم واجبات النقد التفسيري الإيجابي.
ثانيًا: النقد الباطني السلبي: وفيه يتحقق المؤرّخ من أمرين:
١ - التثبت من صدق المؤلف فيما نقله وهل كذب فيه أم لم يكذب؟
٢ - التثبت من صدق المعلومات التي أوردها و مبلغ دقتها، وهل أخطأ في نقله أو خدع بشأنها. لأن المؤلِّف قد يكذب طمعًا في نوال فائدة شخصية فيعمد بالكذب إلى خداع القارئ لكي يسوقه إلى استنتاج خاطئ، وأشد أنواع الكذب تأثيرًا في النفس ما احتوى على عنصر من الحقيقة، واحتوى على تبديل وتغيير وعرض بأسلوب خاص.
وقد يكذب المؤرّخ ويخالف الحقيقة لوجوده في ظروف اضطرته لذلك كالظروف السياسية أو الحربية أو الوطنية.
وقد يذكر جزء من الحقيقة حسب ما تقتضيه المصلحة، وقد يكره المؤلف أو يحب فئة معينة أو أسرة أو حزبًا أو طبقة اجتماعية خاصة أو شعبا أو دولة، وقد يكون من أنصار مبدأ أو مذهب معين، فيتصرف في الخبر ويصوره بما يوافق هواه.