للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وقد يغيِّر المؤرّخ الحقيقة التاريخية لغروره الشخصي أو مباهاته بأهله وعشيرته، فيصور نفسه أو أهله أو عشيرته بأنهم أهل للتقدير والثناء والتبجيل، وذلك بأن ينسب إليهم ما لم يفعلوا أو يقولوا من الأفعال والأقوال الحميدة، ويعطيهم دورًا في التاريخ ليسوا أهلًا له.

وقد يذكر المؤرّخ أخبارًا مخالفة للحقيقة أو فيها نوع من المبالغة والخيال والنوادر والعجائب لشد أسماع الناس إليه والاهتمام بأخباره.

وقد يذكر المؤرّخ أخبار مخالفة للحقيقة لعدم مقدرته على نقل الحقيقة كما وقعت لعدم تمتعه بحواس ونفسية سليمة، أو لعدم مقدرته على التعبير وتصوير الحدث كما وقع.

وقد لا يصف المؤرّخ الحقيقة التاريخية كما وقعت لعدم وقوفه عليها وإن كان قريبا من الحدث زمان ومكان ولكنه تصوره وتخيله ونقل ذلك كخبر تاريخي (١).

وقد ظهر مما تقدم من عرض منهج المحدِّثين والمؤرخين في نقد النصوص اشتراك المنهجين ظاهريا في نقد المتن وعدم قبول أي نصّ من غير تحليله وبيان إمكانية مطابقته للواقع من عدمها و تحكيم العقل في ذلك ويستثنى من ذلك نصوص الوحي التي لا يمكن تحكيم العقل فيها كأمور المغيّبات وما شابهها.


(١) انظر حسن عثمان/ منبح البحث التاريخي ص: ٨٣ - ١٣٥ بتصرف واختصار.

<<  <  ج: ص:  >  >>