للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولكن أراد أن يدرأ الحد بالشبهات. فلما قال حسان ما قال، سجن عمر النجاشي وقيل: إنه حده.

وقال: كان عمر رضي الله عنه عالماً بالشعر، قليل التعرض لأهله، استعداه رهط تميم بن أبي مقبل على النجاشي لما هجاهم، فأسلم النظر في أمرهم إلى حسان بن ثابت، فراراً من التعرض لأحدهما، فلما حكم حسان أنفذ عمر حكمه على النجاشي كالمقلد من جهة الصناعة، ولم يكن حسان على علمه بالشعر أبصر من عمر رضي الله عنه بوجه الحكم (١).

ولما ذكر من حبّ عمر رضي الله عنه لسماع الشعر وتمثله بأبيات منه في مناسبات عديدة ونقده له وعلمه بمعانيه روي أنه رضي الله عنه كان شاعراً.

قال الشعبي (٢) - رحمه الله -: "كان أبو بكر شاعراً، وكان عمر شاعراً، وكان عليّ بن أبي طالب شاعراً (٣). أي: عالماً بالشعر وبمعانيه


(١) العمدة ص: ٧٦.
(٢) عامر بن شراحيل الشعبي ثقة، مشهور، فقيه، فاضل من الثالثة. قال مكحول: ما رأيت أفقه منه. مات بعد المائة وله نحو من ثمانين. تق: ٢٨٧.
(٣) رواه البلاذري/ أنساب الأشراف ص: ١٥٩، ١٦٠، الطبري/ تهذيب الآثار/ مسند عمر بن الخطاب ٢/ ٦٣٧.
وسنده عند البلاذري رجاله ثقات سوى أبي الجحاف داود بن أبي عوف وثقه أحمد ويحيى. وقال النسائي: ليس به بأس. وقال أبو حاتم: صالح الحديث. وقال ابن عدي: ليس هو عندي ممن يحتج به شيعي عامه ما يرويه في فضائل أهل البيت. ميزان الاعتدال ٢/ ١٨. وقال ابن حجر: صدوق ربما أخطأ تق: ١٩٩.
ورجال إسناده عند الطبري ثقات سوى عبيد بن أسباط القرشي فهو صدوق تق: ٣٧٧. فالأثر صحيح بطريقيه إلى الشعبي.

<<  <  ج: ص:  >  >>