للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وكان عمر رضي الله عنه مع المسلمين في غزوة تبوك (١)، سئل رضي الله عنه فقيل له: حدثنا من شأن العسرة، فقال: خرجنا إلى تبوك في قيظ شديد، فنزلنا منزلاً أصابنا فيه عطش حتى ظننا أن رقابنا ستنقطع، حتى إن كان الرجل ليذهب يلتمس الماء فلا يرجع حتى نظن أن رقبته ستنقطع حتى إن الرجل لينحر بعيره، فيعصر فرثه فيشربه، ويجعل ما بقي على كبده، فقال أبو بكر الصديق (رضي الله عنه): يا رسول الله قد عودك الله في الدعاء خيراً، فادع لنا، فقال: "أتحب ذلك"؟ قال: نعم، فرفع يديه صلى الله عليه وسلم فلم يرجعهما حتى أطلت سحابة، فسكبت، فملؤا ما معهم ثم ذهبنا ننظر فلم نجدها جاوزت العسكر (٢).


(١) كانت غزوة تبوك في السنة التاسعة من الهجرة في شهر رجب. ابن هشام / السيرة النبوية ٤/ ٢١٥. وقد تقدم التعريف بمكانها في ص: ٤٠٩.
(٢) رواه البزار / المسند ١/ ٣٣١، ابن حبان / الصحيح ٢/ ٣٣١، الطبراني / مجمع البحرين للهيثمي ٥/ ١٣٢، البيهقي / السنن الكبرى ٩/ ٣٥٧، دلائل النبوة ٥/ ٢٣١، المقدسي / المختارة ١/ ٢٧٨ - ٢٨٠، ٣٢٥، وسنده عند البيهقي في الدلائل متصل ورجاله ثقات. قال: أخبرنا أبو الحسين بن بشران ببغداد، قال: أخبرنا أبو محمّد دعلج بن أحمد بن دعلج، حدّثنا يونس بن عبد الأعلى، قال: أخبرنا وهب، قال: أخبرنا عمرو بن الحارث عن سعيد بن أبي هلال عن عتبة عن نافع بن جبير عن عبد الله بن عباس أنه قيل لعمر بن الخطاب: حدّثنا … الأثر.

<<  <  ج: ص:  >  >>