للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إخواننا هؤلاء من الأنصار، فانطلقوا يريدونهم، وكان معهم عمر بن الخطاب، قال رضي الله عنه: فلما دنونا منهم لقينا منهم رجلان صالحان (١)، فذكرا ما تمالى (٢) عليه القوم، فقالا: أين تريدون يا معشر المهاجرين؟ فقلنا: نريد إخواننا هؤلاء من الأنصار، فقالا: لا عليكم أن لا تقربوهم، اقضوا أمركم، فقلت: والله لنأتينهم، فانطلقنا حتى أتيناهم في سقيفة بني ساعدة، فإذا رجل مزمل (٣) بين ظهرانيهم، فقلت: من هذا؟ فقالوا: هذا سعد بن عبادة (٤)؟ فقلت: ماله؟ قالوا: يوعك (٥).

فلما جلسنا قليلاً تشهد خطيبهم فأثنى على الله بما هو أهله، ثم قال: أما بعد: فنحن أنصار الله، وكتيبة (٦) الإسلام، وأنتم معشر


(١) هما عويم بن ساعدة، ومعن بن عدي. ابن حجر / فتح الباري ١٢/ ١٥.
(٢) تمالأ: أي الذي صنع القوم من اتفاقهم على أن يبايعوا سعد بن عبادة رضي الله عنه. المصدر السابق ١٢/ ١٥١.
(٣) مُزمَّل: أي ملفف. ابن حجر/ فتح الباري ١٢/ ١٥.
(٤) سعد بن عبادة بن دليم الأنصاري، أحد النقباء وسيد الخزرج، مات بالشام سنة خمس عشرة وقيل غير ذلك. تق ٢٣١.
(٥) يُوعك: أي يحصل له الوعك، وهو الحمى بتنافض. المصدر السابق.
(٦) الكتيبة: جمع كتائب، وهي الجيش المجتمع الذي لا ينتشر وأطلق عليهم ذلك مبالغة كأنه قال لهم: أنتم مجتمع الإسلام. المصدر السابق.

<<  <  ج: ص:  >  >>