للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المهاجرين رهط (١)، وقد دفت دافة (٢) من قومكم فإذا هم يريدون أن يختزلونا (٣) من أصلنا، وأن يحضنوننا (٤) من الأمر.

فلما سكت أردت أن أتكلم، وكنت زورت (٥) مقالة أعجبتني أريد أن أقدمها بين يدي أبي بكر، وكنت أداري منه بعض الحد (٦)، فلما أردت أن أتكلم قال أبو بكر: على رسلك، فكرهت أن أغضبه، فتكلم أبو بكر، فكان هو أحلم مني وأوقر، والله ما ترك من كلمة أعجبتني في تزويري إلا قال في بديهته مثلها، أو أفضل منها حتى سكت، فقال: ما ذكرتم من خير فأنتم له أهل، ولن يعرف هذا الأمر إلا لهذا الحي من قريش هم أوسط العرب نسباً وداراً، وقد رضيت لكم أحد هذين الرجلين، فبايعوا أيهما شئتم، فأخذ بيدي وبيد أبي عبيدة بن الجراح وهو


(١) رهط: أي قليل، وهو يقال للعشرة فما دونها. المصدر السابق.
(٢) دافة: أي عدد قليل وأصله من الدف، وهو السير البطيء في جماعة. المصدر السابق.
(٣) يختزلونا: أي يقتطعونا من الأمر وينفردوا به دوننا. المصدر السابق.
(٤) يحضنونا: أي يخرجونا. المصدر السابق.
(٥) زورت: هيأت وحسنت. المصدر السابق ١٢/ ١٥٢.
(٦) أي: الحدة وسرعة الغضب.

<<  <  ج: ص:  >  >>