للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

جالس بيننا، فلم أكره مما قال غيرها، كان والله أن أقدم فتضرب عنقي، لا يقربني ذلك من إثم أحب إلي من أن أتأمر على قوم فيهم أبو بكر، اللهم إلا أن تسول إلى نفسي عند الموت شيئاً لا أجده الآن، فقال قائل من الأنصار (١): أنا جذيلها المحكك (٢)، وعذيقها المرجب (٣)، منا أمير ومنكم أمير يا معشر قريش، فكثر اللغط وارتفعت الأصوات، حتى فرقت من الاختلاف، فقلت: أبسط يدك يا أبا بكر، فبسط يده فبايعته، وبايعه المهاجرون ثم بايعته الأنصار، ونزونا (٤) على سعد بن عبادة، فقال قائل


(١) هو الحباب بن المنذر. ابن حجر / فتح الباري ١٢/ ١٥٢، ١٥٣.
(٢) جُذَيْلها المُحَكّك: تصغير جذل وهو العود الذي ينصب للإبل الجربى لتحتك به، أي أنا ممن يستشفى برأيه كما تستشفى الإبل الجربى بالاحتكاك بهذا العود. ابن الأثير / النهاية في غريب الحديث ١/ ٢٥١.
(٣) الرُّجْبةَ: هو أن تُعْمد النخلة الكريمة ببناء من حجارة أو خشب إذا خشي عليها لطولها وكثرة حملها أن تقع، والعُذيق: تصغير عذق، وهي النخلة، وقيل أراد بالترجيب التعظيم. المصدر السابق ٢/ ١٩٧.
(٤) نزونا: أي وثبنا. ابن حجر / فتح الباري ١٢/ ١٥٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>