وروي أن أبا بكر رضي الله عنه أوصى عمر رضي الله عنه أيضاً عند وفاته فقال: اتق الله يا عمر، واعلم أن لله عز وجل عملاً بالنهار لا يقبله بالليل، وعملاً بالليل لا يقبله بالنهار، وأنه لا يقبل نافلة حتى تؤدي الفريضة، وإنما ثقلت موازين من ثقلت موازينه يوم القيامة باتباعهم الحق في الدنيا، وثقله عليهم، وحق لميزان يوضع فيه الحق غداً أن يكون ثقيلاً، وإنما خفت موازين من خفت موازينه يوم القيامة باتباعهم الباطل في الدنيا وخفته عليهم، وحق لميزان يوضع في الباطل غداً أن يكون خفيفاً، وإن الله تعالى ذكر أهل الجنة فذكرهم بأحسن أعمالهم، وتجاوز عن سيئاتهم، فإذا ذكرتهم قلت: إني لأخاف ألا ألحق بهم، وإن الله تعالى ذكر أهل النار فذكرهم بأسوء أعمالهم، ورد عليهم أحسنه، فإذا ذكرتهم قلت: إني لأرجو أن لا أكون مع هؤلاء فيكون العبد راغباً راهباً لا يتمنى على الله، ولا يقنط من رحمته عز وجل، فإن أنت حفظت وصيتي فلا يكن غائب أحب إليك من الموت وهو آتيك، وإن أنت ضيعت وصيتي فلا يكن غائب أبغض إليك من الموت ولست بمعجزة (١).
(١) رواه أبو نعيم / حلية الألياء ١/ ٣٦، ورجاله ثقات سوى خلاد بن يحيى، فهو صدوق. تق ١٩٦، ولكنه منقطع من رواية عبد الرحمن بن سابط، وهو ثقة من الثالثة، روايته عن أبي بكر مرسلة. جامع التحصيل ص ٢٢٢، فالأثر ضعيف.