للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقد بين عمر رضي الله عنه لرعيته أن من بايع أميره فقد بايعه، ولا يلزم من البيعة لقاء الخليفة بشخصه.

قال عمر رضي الله عنه لبشر بن قحيف: إذا بايعت أميري فقد بايعتني (١).

وكان عمر رضي الله عنه يحذر رعيته من شق عصا الطاعة على الخليفة، ويأمرهم بلزوم طاعته وإن كان عبداً حبشياً، ولا شك أن تلك الطاعة مقيدة بما ليس فيه معصية لله ورسوله صلى الله عليه وسلم فإذا أمر بالمعصية فلا سمع ولا طاعة كما قال صلى الله عليه وسلم: "على المرء المسلم السمع والطاعة فيما أحب وكره، مالم يؤمر بمعصيته، فإذا أمر بمعصيته فلا سمع ولا طاعة (٢).


(١) رواه ابن سعد / الطبقات ٦/ ١٥٦، وفي إسناده سماك بن حرب صدوق تغير بأخره، ولكن سماع شعبة بن الحجاج الراوي عنه هنا روى عنه قبل تغيره، وفيه بشر بن قحيف، تقدم الكلام عليه في الحاشية السابقة، وبقية رجاله ثقات، وقد صححه الحافظ ابن حجر رحمه الله في الإصابة ١/ ١٧٢.
(٢) رواه البخاري / الصحيح ٤/ ٢٣٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>