للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وروي أن عمر رضي الله عنه خرج من المسجد ومعه الجارود العبدي (١) رضي الله عنه، فإذا امرأة برزة (٢) على ظهر الطريق، فسلم عليها، فردت عليه السلام، فقال: هيها يا عمر عهدتك وأنت تسمى عميراً تصارع الصبيان في سوق عكاظ (٣)، ثم لم تذهب الأيام حتى سميت أمير المؤمنين، فاتق الله في الرعية، واعلم أنه من خاف الوعيد قرب عليه البعيد، ومن خاف الموت خشي الفوت، فبكى عمر رضي الله عنه، فقال الجارود: هيه فقد اجترأت على أمير المؤمنين وأبكيته، فقال عمر رضي الله عنه: أما تعرف هذه؟ هذه خولة بنت حكيم امرأة عبادة بن الصامت التي سمع الله عز وجل قولها من فوق سمواته، فعمر أحرى أن يسمع لها (٤).


(١) الجارود العبدي اسمه بشر واختلف في اسم أبيه فقيل المعلى أو العلاء، وقيل عمرو، صحابي جليل، استشهد سنة إحدى وعشرين. تق ١٣٧.
(٢) بَرزَة: أي كهلة لا تحتجب احتجاب الشواب، وهي مع ذلك عفيفة عاقلة تجلس للناس وتحدثهم. ابن منظور / لسان العرب ١/ ٣٧٤.
(٣) تقدم التعريف به في ص: ٩٧.
(٤) رواه ابن شبه / تاريخ المدينة ٢/ ١٣/١٤، ٣٤٣، ٣٤٤، وفي إسناده هارون بن عمر لم أجد له ترجمة، وفيه خليد بن دعليج السدوسي، ضعيف. تق ١٩٥، وفيه انقطاع من رواية قتادة بن دعامة، وهو ثقة من الرابعة عن عمر رضي الله عنه، فالأثر ضعيف.
وذكر ابن عبد البر أن التي سمع الله قولها هي خولة بنت ثعلبة، وأن ما ورد في الأثر من أنها خولة بنت حكيم وهم. الاستيعاب ٤/ ٣٩٠، ٣٩١.

<<  <  ج: ص:  >  >>