للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أولاً: تعرفه رضي الله عنه على أحوال رعيته.

فقد كان عمر رضي الله عنه دائم التعرف على أحوال رعيته بنفسه يجلس للرعية، ويلتقي بهم ويعرضون عليه حاجاتهم، كبيرهم وصغيرهم، شريفهم ووضيعهم، ولم يكن رضي الله عنه يحتجب عنهم.

قال ابن عباس رضي الله عنهما: كان عمر بن الخطاب كلما صلى صلاة جلس للناس، فمن كانت له حاجة نظر فيها (١).

وكان رضي الله عنه يجلس بعد صلاة الفجر للنظر في أمور رعيته حتى ترتفع الشمس، ثم يقوم فيدخل بيته (٢).

وكان بعض الرعية لا يستطيع أن يعرض حاجته على عمر رضي الله عنه هيبة منه، فاجتمع عدد من الصحابة رضوان الله عليهم لإعلامه بذلك، وهم: علي بن أبي طالب، وعثمان بن عفان، وطلحة بن عبيد الله،


(١) رواه ابن سعد / الطبقات ٣/ ٢٨٨، أبو يعقوب بن شيبة بن الصلت / مسند عمر ص ٩٨، البلاذري / أنساب الأشراف ص ٢٢١، الطبري / التاريخ ٢/ ٥٦٥، ٥٦٦، ومداره على عاصم بن كليب بن شهاب، وهو صدوق. تق ٤٨٦، يروي عن أبيه كليب وهو صدوق أيضاً، وبقية رجاله عند ابن سعد ثقات، فالأثر حسن.
(٢) رواه ابن شبة / تاريخ المدينة ٢/ ٢٧٠، وإسناده متصل ورجاله ثقات سوى عبدالغفار بن إسماعيل، قال ابن أبي حاتم: لا بأس به. الجرح والتعديل ٥/ ٣٧٧، فالأثر حسن.

<<  <  ج: ص:  >  >>