للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأكل رضي الله عنه الشعير فصوت بطنه، فضربه بيده وقال: "والله ما هو إلا ما ترى حتى يوسع الله على المسلمين" (١).

وعمل عمر رضي الله عنه على جلب الطعام من الأرياف لأهل البوادي، وكان يدعو الله عز وجل أن يفرج عن المسلمين كربتهم. قال عبد الله بن عمر رضي الله عنهما وهو يصف عام الرمادة: "وكانت سنة شديدة ملمة … اجتهد عمر فيها بإمداد الأعراب بالإبل والقمح والزيت من الأرياف (٢) كلّها، حتى بلحت (٣) الأرياف كلّها مما جهدها ذلك، فقام عمر يدعو فقال: "اللهم اجعل رزقهم على رؤوس الجبال". فاستجاب الله له وللمسلمين. فقال حين نزل به الغيث: الحمد لله، فوالله لو أن الله لم يفرجها ما تركت أهل بيت من المسلمين لهم سعة إلا


(١) رواه ابن شبه / تاريخ المدينة ٢/ ٣٠٩. وسنده متصل، ورجاله ثقات. قال: حدّثنا موسى بن إسماعيل، قال: حدّثنا سلميان بن المغيرة عن ثابت عن أنس ابن مالك.
(٢) الأرياف: جمع رِيْف، وهو الخِصْب والسَّعة والرَيفُ: ما قارب الماء من أرض العرب وغيرها. ابن منظور / لسان العرب ٥/ ٣٩٢.
(٣) بَلَحَت: أي: نفذ ما فيها من زرع وأرزاق يقال: بلحت البئر أي: ذهب ماؤها، والبوالح من الأرضين التي قد عطلت فلا تزرع ولا تعمر. انظر: ابن منظور / لسان العرب ٢/ ٤٧٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>