للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال مالك الدار رحمه الله تعالى: أخذ عمر رضي الله عنه أربعمائة دينار، فجعلها في صرة، ثم قال للغلام: اذهب بها إلى أبي عبيدة بن الجراح ثم تله (١) ساعة في البيت حتى تنظر ما يصنع، فذهب بها الغلام إليه، فقال: يقول لك أمير المؤمنين: اجعل هذه في بعض حوائجك. فقال: وصله الله ورحمه، ثم قال: تعالي يا جارية، اذهبي بهذه السبعة إلى فلان، وبهذه الخمسة إلى فلان، وبهذه الخمسة إلى فلان حتى أنفذها، فرجع الغلام إلى عمر، فأخبره ووجده قد أعد مثلها لمعاذ بن جبل، فقال: اذهب بها إلى معاذ بن جبل ثم تله في البيت ساعة حتى تنظر إلى ما يصنع، فذهب بها إليه، فقال: يقول لك أمير المؤمنين: اجعل هذا في حاجتك. فقال: وصله الله ورحمه، تعالي يا جارية، اذهبي إلى فلان بكذا، وإلى بيت فلان بكذا، وإلى بيت فلان بكذا، فاطلعت امرأة معاذ، فقالت: ونحن والله مساكين فأعطنا، فلم يبق في الخرقة إلا ديناران، فرمى بهما إليها، فرجع الغلام إلى عمر فأخبره، فسر بذلك عمر، وقال: إنهم إخوة، بعضهم من بعض (٢).


(١) تلّة، قال ابن الأعرابي: استتليت فلاناً أي انتظرته. ابن منظور/ لسان العرب ٢/ ٤٨.
(٢) رواه ابن المبارك/ الزهد ص ١٧٨، ورجاله ثقات، ومالك الدار ذكره ابن حجر في الإصابة ٣/ ٤٨٤، وقال: له إدراك وسمع من أبي بكر الصديق رضي الله عنه، وروى عن الشيخين، وذكره ابن حبان في الثقات ٥/ ٣٨٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>