للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

سيأتي ذلك إن شاء الله عند ذكر ولاية عمير على حمص (١).

وكان رضي الله عنه يعاقب عماله ويقتص منهم إذا ثبت لديه تعديهم وظلمهم.

كتب عمر رضي الله عنه إلى أهل الكوفة: من ظلمه أميره فلا إمرة له عليه، فكان الرجل يأتي المغيرة بن شعبة، فيقول: إما أن تنصفني من نفسك، وإلا فلا إمرة لك علي (٢).

ولكن هل يعارض هذا ما يثبت من قوله صلى الله عليه وسلم: "من كره من أميره شيئاً فليصبر، فإنه من خرج على السلطان شبراً مات ميتة جاهلية" (٣).

والظاهر أنه لا تعارض بينهما، لأنه - والله أعلم - أن المراد بقول النبيّ صلى الله عليه وسلم: "فليصبر" يعني: إذا لم يستطع أن يأخذ حقّه بالحسنى


(١) انظر ص: ٧٤٥.
(٢) رواه الطيالسي/ المسند ص ١١، البلاذري/ أنساب الأشراف ص ١٧١، ٢١٠، ٢٤٦، الخلال/ السنة ص ١١٨، صحيح من طريق الخلال.
قال: خبرنا محمّد، قال: أنبأ وكيع عن شعبة عن مخارق الأحمسي عن طارق بن شهاب، قال: كتب عمر … الأثر.
(٣) رواه البخاري/ الصحيح ٤/ ٢٢١، ٢٢٢، ٢٢٤، ومسلم/ الصحيح/ شرح النووي ١٢/ ٢٣٩، ٢٤٠. وانظر فتح الباري لابن حجر ١٣/ ٥، ٦، ١٢١.

<<  <  ج: ص:  >  >>