للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

طعام إلا ورق الشجر حتى قرحت أشداقنا، فالتقطت بردة، فشققتها بيني وبين سعد بن مالك (١)، فاتزرت بنصفها، واتزر سعد بنصفها، فما أصبح اليوم منا أحد إلا أصبح أميراً على مصر من الأمصار، وإني أعوذ بالله أن أكون في نفسي عظيماً، وعند الله صغيراً (٢).

ثم اختط عتبة بن غزوان البصرة، وكانت قبل ذلك تسمى الأبلة، وأمر محجن بن الأدرع (٣) بخط المسجد، وبناه بالقصب، ثم خرج رضي الله عنه حاجاً، وخلف على البصرة مجاشع بن مسعود (٤)، وأمره أن يسير إلى الفرات، وأمر المغيرة بن شعبة أن يصلي بالناس حتى يقدم مجاشع، فجمع أهل مسيان (٥) للمغيرة عليهم الفيلكان عظيم من عظماء الفرس، فظهر عليهم المغيرة، وكتب بالفتح إلى عمر، فأمر عمر عتبة أن يسير إلى عمله، فمات قبل أن يصل البصرة، فقدم غلامه سويد على عمر بمتاعه، فأقر عمر المغيرة على البصرة وكان ذلك في آخر سنة أربع عشرة وأول


(١) هو سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه.
(٢) رواه مسلم/ الصحيح/ شرح النووي ١٨/ ١٠١ - ١٠٣.
(٣) محجن بن الأدرع الأسلمي رضي الله عنه صحابي اختط مسجد البصرة، مات في آخر خلافة معاوية. تق ٥٢١.
(٤) تقدمت ترجمته في ص: ٦٥٩.
(٥) مَيْسَان: تقدم التعريف بها في ص: ٦٢٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>