للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عبيدة كتم عزل عمر لخالد حرصاً على وحدة صفوف المسلمين، وقوة معنوياتهم وهم يواجهون العدو، وهذا دليل على تواضع أبي عبيدة وعدم حرصه على الزعامة والرئاسة، والله أعلم.

وظل خالد رضي الله عنه جندياً مخلصاً لدينه وربه ولولاة أمره تحت إمرة أبي عبيدة يقاتل في صفوفه الروم حتى لقي وجه ربه صابراً محتسباً في السنة الحادية والعشرين من الهجرة بمدينة حمص. ولما توفي رضي الله عنه اجتمع نسوة في داره بالمدينة يبكينه فمر بهم عمر رضي الله عنه، فقال معترفاً بفضل خالد بن الوليد رضي الله عنه وبمنزلته في الإسلام: وما عليهن أن يرقن من أعينهن على أبي سليمان (١).


(١) رواه البخاري/ الصحيح تعليقاً ٢٢٤، التاريخ الصغير ١/ ٧١، الحاكم/ المستدرك ٣/ ٢٩٧، أبو نعيم/ معرفة الصحابة ١/ ٢٠٤، البيهقي/ السنن الكبرى ٤/ ٧١، صحيح عند البخاري في التاريخ.
قال: حدّثنا عمر بن حفص ثنا أبي ثنا الأعمش عن شقيق قال: قيل لعمر: إن نسوة بني المغيرة. وفي النسخة المطبوعة خطأ مطبعي في السند حيث إن فيه: "عن الأعش عن شقيق" والصواب: عن الأعمش، كما في بقية مصادر الأثر. وتكلم ابن حجر رحمه الله على طرقه في تغليق التعليق ٢/ ٤٦٦، ٤٦٧.
وقد اختلف في مكان وفاة خالد رضي الله عنه، فقيل بحمص وعليه الأكثر، وقيل بالمدينة، ويدل عليه الأثر المتقدم كما قال ابن حجر. الإصابة ١/ ٤١٥، ولا مانع أن تكون وفاة خالد بحمص بلغت أهل المدينة، فاجتمع النسوة في بيته يبكينه.

<<  <  ج: ص:  >  >>