للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

زور، أو ظنيناً في ولاء أو قرابة (١)، واجعل لمن ادعى حقاً غائباً أمداً ينتهي إليه أو بينة عادلة، فإنه أثبت للحجة، وأبلغ في العذر، فإن أحضر بينة إلى ذلك الأجل، أخذ بحقه، وإلا وجهت عليه القضاء، البينة على من ادعى واليمين على من أنكر، إن الله تبارك وتعالى، تولى منكم السرائر، ودرأ عنكم الشبهات، وإياك والقلق والضجر، والتأذي بالناس والتنكر للخصم في مجالس القضاء، التي يوجب الله فيها الأجر، ويحسن فيها الذخر، من حسنت نيته، وخلصت فيما بينه وبين الله كفاه الله ما بينه وبين الناس، والصلح جائز بين المسلمين إلا ما أحل حراماً، أو حرم حلالاً، ومن تزين للناس بما يعلم الله منه غير ذلك شانه الله، فما ظنك بثواب غير الله في عاجل دنيا، وآجل آخرة والسلام (٢).


(١) قوله: أو ظنيناً في ولاء أو قرابة، يعني متهم بأن يجر إلى نفسه نفعاً من المشهود له، كشهادة السيد لعتيقه بمال، أو شهادة العتيق لسيده إذا كان في عياله، أو منقطعاً إليه، يناله نفعه، وكذلك شهادة القريب لقريبه لا تقبل مع التهمة، وتقبل بدونها وهو الصحيح. المصدر السابق ١/ ١١٠، ١١١.
(٢) رواه ابن شبة / تاريخ المدينة ٢/ ٣٤٥. قال: حدّثنا عبد الله بن يزيد، قال: حدّثا عبد الملك بن الوليد بن معدان، قال: حدّثني أبي، قال: كتب عمر …
البلاذري / أنساب الأشراف ص ٣٠٢، ٣٠٥. قال: حدّثني إبراهيم بن مسلم الخوارزمي عن وكيع عن سفيان عن رجل عن الشعبي أن عمر كتب … الأثر.
وإسناده عند الخطيب رجاله كذلك ما بين ثقة وصدوق سوى نعيم الضبي، البراز لم أجد لهما ترجمة. وهو من طريق سفيان عن أبي إدريس به مثله عن وكيع.
ورجال إسناده عند وكيع ثقات ويروي وجادة حيث قال فيه إدريس الأودي: أتيت سعيد بن أبي بردة، فسألته عن رسائل عمر وكان أبو موسى قد أوصى إلى أبي بردة وأخرج إلي كتاباً … فذكره، وسعيد ابن أبي بردة روايته عن عمر معضلة، فهو ثقة من الخامسة تق ٢٣٣، ولكن هذا الكتاب من كتب والده التي أوصى بها إليه جده أبو موسى الأشعري رضي الله عنه، قال الشيخ ناصر الدين الألباني حفظه الله: لكن قوله هذا كتاب عمر، وجادة وهي صحيحة من أصح الوجادات، وهي حجة. إرواء الغليل ٨/ ٢٤١.

<<  <  ج: ص:  >  >>