للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لا ينفع تكلم بحق لانفاذ له (١)، وآس بين الاثنين في مجلسك، ووجهك، حتى لا يطمع شريف في حيفك ولا ييأس وضيع وربما قال: ضعيف من عدلك (٢)، الفهم الفهم فيما يتلجلج في صدرك، وربما قال: في نفسك، ويشكل عليك ما لم ينزل في الكتاب، ولم تجربه سنة، واعرف الأشباه والأمثال، ثم قس الأمور بعضها ببعض، فانظر أقربها إلى الله، وأشبهها بالحق فاتبعه، واعمد إليه (٣)، ولا يمنعك قضاء قضيته بالأمس، راجعت فيه وهديت فيه لرشدك، فإن مراجعة الحق خير من التمادي في الباطل، المسلمون عدول بعضهم على بعض إلا مجلوداً حداً أو مجرباً عليه شهادة


(١) قال ابن القيم رحمه الله: ومراد عمر بذلك التحريض على تنفيذ الحق إذ أفهمه الحاكم، ولا ينفع تكلمه به إن لم يكن له قوة تنفيذه. أعلام الموقعين ١/ ٨٩.
(٢) وقال رحمه الله: إذا عدل الحاكم في هذا بين الخصمين، فهو عنوان عدله في الحكومة فمتى خص أحد الخصمين بالدخول عليه، أو القيام له، أو بصدر المجلس، والإقبال عليه، والبشاشة، والنظر إليه، كان عنوان حيفه وظلمه. المصدر السابق ١/ ٨٩.
(٣) وقال رحمه الله: هذا أحد ما اعتمد عليه القياسيون في الشريعة، وقالوا: هذا كتاب عمر إلى أبي موسى، ولم ينكره أحد من الصحابة، بل كانوا متفقين على القول بالقياس وهو أحد أصول الشريعة، ولا يستغني عنه فقيه. المصدر السابق ١/ ١٣٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>