للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومما روي عن عمر رضي الله عنه في تحذيره من الشرك وصرفه الناس عنه، أنه رضي الله عنه بلغه أن الشجرة التي بويع عندها النبي صلى الله عليه وسلم يأتيها الناس، أي بقصد التبرك، فأمر بها عمر فقطعت (١).

وروي أن المعرور بن سويد (٢) رحمه الله تعالى قال: خرجنا حجاجاً مع عمر بن الخطاب، فعرض لنا في بعض الطريق مسجد، فابتدره الناس يصلون فيه، فقال عمر رضي الله عنه: ما شأنهم؟ فقالوا: مسجد صلى فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال عمر: أيها الناس، إنما هلك من كان قبلكم باتباعهم مثل هذا حتى أحدثوها بيعاً، فمن عرض له فيه صلاة فليصل، ومن لم يعرض له فيه صلاة فليمض (٣).

وهذا الأثر والذي قبله فيهما دلالة على كراهية عمر رضي الله عنه إتيان المواضع التي أثر عن النبي صلى الله عليه وسلم الصلاة أو الجلوس، فيها والتي لم


(١) رواه ابن سعد / الطبقات ٢/ ١٠٠، ابن أبي شيبة / المصنف ٢/ ١٥٠، الفاكهي / أخبار مكة ٥/ ٧٨، ابن وضاح / البدع ص ٤٢، ٤٣، ومداره على نافع مولى ابن عمر روايته عن عمر رضي الله عنه منقطعة وبقية رجاله عند ابن أبي شيبة ثقات. فالأثر ضعيف.
(٢) المعرور بن سويد الأسدي، أبو أمية الكوفي، ثقة من الثالثة. تق ٥٤٠.
(٣) رواه ابن وضاح / البدع ص ٤١، ٤٢، ابن كثير / مسند الفاروق ١/ ١٤٢، وفي إسناديهما الأعمش، مدلس ولم يصرح بالسماع وبقية رجاله ثقات، ورواه ابن وضاح من طريق آخر سنده متصل ورجاله ما بين ثقة وصدوق سوى شيخ ابن وضاح إبراهيم بن محمد بن عوف لم أجد له ترجمة.

<<  <  ج: ص:  >  >>