للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

منه. قال: فبينما عمر ذات يوم جالساً يغدي الناس إذ جاء عليه ثوب وعمامة فتغدى حتى أفرغ. قال: يا أمير المؤمنين: {وَالذَّارِيتِ ذَرْوًا فَالْحَمِلتِ وِقْرًا} (١).

فقال عمر: أنت هو؟ فقام إليه وحسر عن ذراعيه فلم يزل يجلده حتى سقطت عمامته. فقال: والذي نفسي بيده لو وجدتك محلوقاً (٢) لضربت رأسك. ألبسوه ثياباً واحملوه على قَتَب (٣) ثم أخرجوه حتى تقدموا به بلاده، ثم ليقم خطيباً ثم يقول إن صبيغاً ابتغى العلم فأخطأه، فلم يزل وضيعاً في قومه حتى هلك وكان سيد قومه (٤).


(١) سورة الذّاريات آيتان: ١ - ٢.
(٢) محلوقاً: أي: محلوق الرأس. قال ابن حجر رحمه الله: قال أبو أحمد العسكري: اتهمه عمر برأي الخوارج. الإصابة ٢/ ١٩٩.
أقول: وقد ورد في الحديث أن سيما الخوارج التحليق. قال صلى الله عليه وسلم: "يخرج ناس من قبل المشرق يقرأون القرآن لا يجاوز تراقيهم يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية ثم لا يعودون فيه حتى يعود السهم إلى فُوقه، قيل: ما سماهم؟ قال: سماهم: التحليق أو قال: التسبيد. البخاري/ الصحيح ٤/ ٣١١.
(٣) قَتَب: إكاف البعير، وقيل: هو الإكاف الصغير الذي على قدر سنام البعير. ابن منظور/ لسان العرب ١١/ ٢٨.
(٤) رواه الآجري/ الشريعة ص: ٧٤، ٧٥، واللالكائي/ شرح أصول اعتقاد أهل السنة ٤/ ٧٠١، ٧٠٢. وسنده عند اللالكائي متصل ورجاله ثقات.
قال: أخبرنا عبد الرحمن، أخبرنا عبد الله بن محمّد البغوي، قال: ثنا داود بن وفي إسناده عند البزار سعيد بن سلام العطار متهم بالوضع. ميزان الاعتدال ٢/ ١٤١، وأبو بكر بن سبرة متهم كذلك بالوضع تق: ٦٢٣. فالسند ضعيف.

<<  <  ج: ص:  >  >>