للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وكان رضي الله عنه يحض الرعية، ويأمرهم باتباع سنة النبي صلى الله عليه وسلم في تعجيل الفطر وعدم تأخيره حتى تظهر النجوم لما في ذلك من مشابهة أهل الكتاب.

قال المسيب بن حزن (١) رضي الله عنه: كنت جالساً عند عمر إذ جاءه ركب من الشام، فطفق عمر يستخبر عن حالهم، فقال: هل يعجل أهل الشام الفطر؟ قال: نعم، قال: لن يزالوا بخير ما فعلوا ذلك، ولم ينتظروا النجوم انتظار أهل العراق (٢).

وناول عمر رضي الله عنه رجلاً كان إلى جنبه إناء حين غربت الشمس، فقال له: اشرب، ثم قال: لعلك من المسرفين (٣) بفطره، سرف، سرف (٤).


(١) المسيب بن حزن بن أبي وهب المخزومي له ولأبيه صحبة، عاش إلى خلافة عثمان رضي الله عنه. تق ٥٣٢.
(٢) رواه عبد الرزاق / المصنف ٤/ ٢٢٥ صحيح. قال: أخبرنا معمر عن الزهري عن المسيب عن أبيه.
(٣) مراد عمر رضي الله عنه بذلك الإسراف الذي هو مجاوزة الحد والغلو في الإفطار وذلك بتأخيره عن وقته الذي هو غروب الشمس، حيث أن ابن أبي شيبة رحمه الله صنف الأثر تحت باب تعجيل الفطر.
(٤) رواه ابن أبي شيبة / المصنف ٢/ ٢٧٨، صحيح. قال: حدّثنا ابن فضيل عن بيان عن قيس، قال: ناول عمر … الأثر.
وقد حض النبي صلى الله عليه وسلم على تعجيل الفطر، قال صلى الله عليه وسلم: "لا يزال الناس بخير ما عجلوا الفطر"، رواه البخاري / الصحيح ١/ ٣٣٥، وقال ابن حجر رحمه الله: قال ابن دقيق العيد: في هذا الحديث رد على الشيعة في تأخيرهم الفطر إلى ظهور النجوم، فتح الباري ٤/ ١٩٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>