للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وكان عمر رضي الله عنه يهتم بقيام رمضان وإحياء لياليه بالصلاة والعبادة فكان يحض رعيته على ذلك، ويرغبهم فيه، وإن مما يدل على ذلك، فعله رضي الله عنه في جمعه الناس في صلاة التراويح بعد أن رآهم يصلون أوزاعاً متفرقين يصلي الرجل لنفسه ويصلي الرجل فيصلي بصلاته الرهط، فقال: إني أرى لو جمعت هؤلاء على قارئ واحد لكان أمثل، ثم عزم، فجمعهم على أبي بن كعب رضي الله عنه، ثم خرج رضي الله عنه ليلة أخرى والناس يصلون بصلاة قارئهم، فقال: نعم البدعة هذه والتي ينامون عنها أفضل من التي يقومون بها (١).

وكما يظهر من الأثر السابق أن عمر رضي الله عنه كان يفضل قيام آخر الليل على أوله وذلك في قوله: والتي ينامون عنها خير من التي يقومون بها (٢).

وقال ابن عباس رضي الله عنهما: دعاني عمر رضي الله عنه أتسحر عنده، وأتغدى في شهر رمضان، فسمع هيعة (٣) الناس حين خرجوا من


(١) رواه البخاري/ الصحيح ١/ ٣٤٢، مسلم / الصحيح/ شرح النووي ٦/ ٤٠، مالك / الموطأ ١/ ١٠٨، ١٠٩ وغيرهم.
(٢) انظر: ابن حجر / فتح الباري ٤/ ٢٥٣.
(٣) الهَيْعَة: الصياح والضجة. ابن منظور / لسان العرب ١٥/ ١٨٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>