للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وكان بين معاوية بن أبي سفيان، وعبادة بن الصامت رضي الله عنهما خلاف حول بيع الذهب بالدنانير، وبيع الفضة بالدراهم، فقال عبادة لمعاوية: أحدثك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وتحدثني عن رأيك، لئن أخرجني الله لا أساكنك بأرض لك علي فيها إمرة.

فلما قفل لحق بالمدينة، فقال له عمر بن الخطاب رضي الله عنه: ما أقدمك يا أبا الوليد؟ فقص عليه القصة، وما قال من مساكنته، فقال: ارجع يا أبا الوليد إلى أرضك، فقبح الله أرضاً لست فيها وأمثالك، وكتب إلى معاوية: لا إمرة لك عليه، واحمل الناس على ما قال، فإنه هو الأمر (١).

ومما روي عن عمر رضي الله عنه في توقير العلماء ومعرفة فضلهم قوله: تعلموا العلم، وعلموه الناس،

وتعلموا الوقار والسكينة، وتواضعوا لمن تعلمون منه العلم، وتواضعوا لمن تُعلِّموه العلم، ولا تكونوا جبابرة


(١) رواه ابن ماجه / السنن ١/ ٨، أبو زرعة الدمشقي / التاريخ ١/ ٢٢٥، ورجال إسناده عند ابن ماجة ما بين ثقة وصدوق، سوى هشام بن عمار فهو صدوق، كبر فصار يلقن، ولم يظهر لي هل سماع ابن ماجه منه قبل اختلاطه أم بعده، وسنده عند أبي زرعة متصل ورجاله ما بين ثقة وصدوق.
قال: حدّثنا محمّد بن المبارك عن يحيى بن حمزة أنه حدّثهم عن برد بن سنان عن إسحاق بن قبيصة بن ذؤويب عن أبيه أن عبادة أنكر … الآثر.
وقد صحح الشيخ الألباني رحمه الله الأثر في صحيح سنن ابن ماجة ١/ ٨، ٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>