للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولا زهادة فيه، ولا رضا بالجهل منه (١).

٢ - تحري الحق والصواب عند تلقي العلم ونشره:

فقد حذر عمر رضي الله عنه طالب العلم ومتلقيه أن يحدث بكل ما سمعه من غير تروٍ وتوثق من صحة ما سمعه وصوابه وموافقته للحق.

قال رضي الله عنه: بحسب المرء من الكذب أن يحدث بكل ما سمع (٢).

وشبه عمر رضي الله عنه الخطيب الذي يتكلم بالكلام الكثير من غير تحقق من ثبوته من عدمه بالشيطان.

فقد خطب رجل عند عمر رضي الله عنه فكثر الكلام، فقال عمر: "إن كثرة الكلام في الخطب من شقائق الشيطان" (٣).


(١) رواه ابن أبي الدنيا / الصمت ص ٨٣، حسن. قال: حدّثني أبو سلمة المخزومي يحيى بن المغيرة، حدّثني أخي محمّد بن المغيرة عن عبد الله بن الحارث الجمحي عن زيد بن أسلم عن أبيه عن عمر … الأثر.
(٢) رواه مسلم / الصحيح / شرح النووي ١/ ٧٤، ٧٥.
(٣) رواه البخاري / الأدب المفرد ص ٣٠٢، ابن أبي الدنيا / الصمت ص ٩٣، الغيبة ص ٣٤. صحيح من طريق البخاري. قال: حدّثنا سعيد بن مريم، قال: حدّثنا محمّد بن جعفر، قال: أخبرني حميد أنه سمع أنساً يقول … الأثر.
قال ابن منظور رحمه الله: جعل للشيطان شقائق، ونسب الخطب إليه، لما يدخل فيها من الكذب، قال أبو منصور: شبه الذي يتفيهق في كلامه، ويسرده، ولا يبالي ما قاله من صدق أو كذب بالشيطان، لسان العرب ٧/ ١٦٧، ١٦٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>