للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فأبى محمد فقال الضحاك: لم تمنعني وهو لك منفعة تشرب منه أولاً وآخراً، ولا يضرك؟! فأبى محمد، فكلم الضحاك عمر رضي الله عنه، فدعا محمد بن مسلمة، فأمره أن يخلي سبيله، فقال: لا، فقال عمر لمحمد بن مسلمة: لم تمنع أخاك ما ينفعه وهو لك منفعة تشرب منه أولاً وآخراً ولا يضرك؟! فقال محمد بن مسلمة: لا والله، فقال عمر: والله ليمرن به، ولو على بطنك، فأمر عمر أن يمر به ففعل الضحاك (١).

وروي أن أناساً من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم سافروا فأرملوا (٢) فمروا بحي من الأعراب، فسألوهم القرِى فأبوا، فسألوهم الشرى فأبوا، فضبطوهم، وأصابوا من طعامهم، فذهبت الأعراب إلى عمر رضي الله عنه يشكوهم، فأشفقت الأنصار، فقال عمر: تمنعون ابن السبيل ما يخلق الله بالليل والنهار في ضروع الإبل والغنم؟! لابن السبيل أحق من التأني عليه (٣).


(١) رواه مالك / الموطأ ٢/ ٤٦٧، ٤٦٨، البيهقي / السنن الكبرى ٦/ ١٥٧، ومداره على يحيى بن عمارة الأنصاري، وهو ثقة من الثالثة، روايته عن عمر منقطعة، وبقية رجاله عند مالك ثقات، فالأثر ضعيف.
(٢) أرمل القوم: نفذ زادهم. ابن منظور / لسان العرب ٥/ ٣٢١.
(٣) رواه مسدد / المسند / المطالب العالية لابن حجر ق ٤٧٨/أ، البيهقي / السنن الكبرى ١٠/ ٣، ٤، ومداره على عبد الرحمن بن أبي ليلى، وهو ثقة من الثانية، روايته عن عمر مرسلة على الصحيح، وبقية رجاله عند مسدد ثقات. فالأثر ضعيف.

<<  <  ج: ص:  >  >>