للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وروي أن عمر رضي الله عنه بلغه أن يزيد بن أبي سفيان رضي الله عنه يأكل ألوان الطعام، فقال عمر رضي الله عنه لمولاه يرفأ: إذا عملت أنه قد حضر عشاؤه فأعلمني، فلما حضر عشاؤه أعلمه، فأتى عمر، فسلم واستأذن، فأذن له، فدخل فقرب عشاؤه، فجاء بثريدة لحم، فأكل عمر معه منها، ثم قرب شواء، فبسط يزيد يده، فكف عمر، ثم قال: الله يا يزيد بن أبي سفيان، أطعام بعد طعام؟ والذي نفس عمر بيده لأن خالفتم عن سنتهم ليخالفن بكم عن طريقتهم (١).

وأما اهتمام عمر رضي الله عنه بالأشربة فإنه قد حرص على إبعاد رعيته عن شرب ما حرم الله كشرب الخمر، وحذرهم من شربها، وحثهم على التحري في الأشربة مخافة الوقوع في الحرام، قال رضي الله عنه وهو يبين أنواع الأشربة التي يدخل فيها الخمر حتى لا يلتبس الأمر على الناس: إنه قد نزل تحريم الخمر، وهي من خمسة أشياء: العنب، والتمر، والحنطة، والشعير، والعسل، والخمر ما خامر العقل (٢).

وعاقب عمر رضي الله عنه من باع الخمر، واتجر به، فقد بلغه


(١) رواه ابن المبارك / الزهد ص ٢٠٣، ٢٠٤، وسنده متصل ورجال إسناده ما بين ثقة وصدوق، سوى يحيى الطويل، شيخ إسماعيل بن عياش، ذكره ابن أبي حاتم، ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً، الجرح والتعديل ٩/ ٢٠٠.
(٢) رواه البخاري/الصحيح ٣/ ٣٢٢، مسلم/ الصحيح/ شرح النووي ١٨/ ١٦٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>