للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وكذلك فإن صرامة عمر رضي الله عنه وقوة جسمه وبأسه وشدته مع تمسكه بالوثنية كان لها دور في تعذيبه للمسلمين السابقين وذلك قبل أن يدرك بفضل الله ثمّ بما أوتي من رجاحة رأي وعقل صدق دعوة النبي صلى الله عليه وسلم وبطلان ما هو عليه من الشرك، فأسلم وتحولت صرامته وقوته على أعداء الله (١).

وفي هذا دلالة على مكانة عمر بن الخطاب رضي الله عنه في قريش وفي بني عدي بن كعب بالأخص.

ومن مساوئ الجاهلية التي ذكر أن عمر اتصف بها في جاهليته، تعاطي الخمور وشربها، فقد روي عنه قوله: وإني كنت لأشرب الناس لها في الجاهلية (٢).


(١) انظر: سليمان الطماوي/ عمر بن الخطاب وأصول السياسة والإدارة ص: ٢٥، ٢٦.
(٢) رواه البيهقي/ السنن الكبرى ١٠/ ٢١٤، فقال: أخبرنا أبو الحسن بن الفضل القطان أنبأنا أبو سهل بن زياد القطان ثنا إسحاق بن الحسن الحربي ثنا عفان ابن مسلم ثنا حماد بن سلمة ثنا سماك بن حرب عن عبد الله بن شداد بن الهاد عن ابن عمر … ، وهذا السند رجاله ثقات سوى أبي سهل فهو صدوق وأيضاً سماك بن حرب صدوق وروايته عن عكرمة مضطربة وقد تغير بأخره فكان ربما تلقن. تق ٢٥٥، ولم يظهر لي هل سماع حماد بن سلمة منه قبل اختلاطه أم بعده.
ومما روي عن عمر رضي الله عنه في ذلك ما رواه ابن إسحاق في السيرة النبوية لابن هشام ١/ ٤٢٧ قال عمر: كنت صاحب خمر في الجاهلية أحبها وأسر بها. قال ابن إسحاق: حدثني عبد الله بن أبي نجيح عن أصحابه عطاء ومجاهد أو عمن روى ذلك. ورجال السند ثقات ولكن فيه الشك بمن روى عنهم عبد الله بن أبي نجيح وأيضاً عطاء ومجاهد روايتهم عن عمر منقطعة، فالأثر ضعيف.

<<  <  ج: ص:  >  >>