٤٨٠ صفحة. ولتتناول أولا ما بقى مما ذكره صاحب الفهرست. أحدهما كتاب البلدان الكبير ولم يتمه والآخر كتاب الأخبار والأنساب أو جمل نسب الأشراف هل هما كتاب واحد واختلف اسماهما أو هما كتابان مختلفان؟ إننا نرجح بل نجزم أن كتاب البلدان الكبير يختلف عن كتاب الأخبار والأنساب. ذلك أن فتوح البلدان الموجود أمامنا لا يلتقى أبدًا في طريقته وموضوعاته مع ما نجده في كتاب الأنساب، فذاك يتناول البلاد وأسباب تسميتها وفاتحيها، وهذا يتناول الأشخاص وذرياتهم وأخبارهم. وإذا كان البلاذرى قد ألف كتابًا صغيرًا في البلدان فإن الكتاب الكبير حسب التسمية يتناول موضوعات الأصغر وطريقته بتوسع وإفاضة. ومع كل هذا فليس هناك ما يدعونا إلى الشك في نص محمد بن إسحاق النديم الذي عدهما كتابين مختلفين، والمسعودى - وقد سبق صاحب الفهرست وقارب البلاذرى - أشار إلى الكتابين في المروج والتنبيه.
فلنعد إذن إلى ما قاله صاحب تاج العروس وما قاله صاحب كشف الظنون، قال الزبيدى عن المعاليم أو المعالم: إنه ثلاثون مجلدًا، ونجده في بعض نقوله في مواطن أخر يذكر كتاب أنساب الأشراف. فهل كان يعنى بالمعاليم كتاب الأنساب أو كان يعني به كتابًا آخر غيره؟
لقد رجح (س. د. ف. جوتين) أنهما كتاب واحد. وحجته في ذلك -ونحن لا نخالفه فما رآه- أن الكتب التي ترجمت للبلاذرى لم تشر إلى المعالم أو المعاليم، وأنه بالرجوع إلى كشف الظنون في أسماء الكتب التي بلفظ معالم أو معاليم لا نجد اسم البلاذرى بين مؤلفيها. وأن أغلب كتب المعالم هي في الشئون الدينية أو تاريخ سيدنا محمد. والأجزاء الأولى من أنساب الأشراف فيها سيرة النبي ﷺ، كما أن الأنساب يتناول الخوارج الذين منهم أو هم النواصب والناصبية.
وقال (جوتين): إن الدكتور (بانيث) لاحظ أن المؤلفين في العهود السابقة كانوا يوردون الموضوع الواحد في عدة أجزاء، وقد يحدث أن تحمل هذه