للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وضمنا أن يكف أبوه عنه. وقال رسول الله : يا با جندل، اصبر واحتسب، فإن الله مخلصك. فقال عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه:

يا رسول الله، ولم نعطي قريشا هذا، ونرضى بالدنية في أمرك؟ فقال : إنا قد عاهدنا هم على أمر، وليس الغدر من ديننا. فقال عمر:

يا با جندل، إن الرجل ليقتل أباه في الله، فاقتل أباك. فقال: يا عمر، اقتله أنت. فقال: نهاني رسول الله عن قتله للصلح. قال: وقد نهاني الله ﷿ عن قتل أبي. فيقال: إن أبا جندل لما صار إلى مكة، تخلص، وقدم المدينة. وقال المدائني: ذكر لنا أن أبا البختري كان يقول:

اسم أبي جندل «عمرو». وكان ابن دأب يقول: عبد الله بن سهيل. وذلك غلط. وقال الواقدي: يقال إن أبا جندل تخلص فصار إلى أبي بصير الثقفي مع من اجتمع إليه من المسلمين. فلما مات، صار (١) وأصحاب أبي بصير إلى رسول الله بالمدينة. ويقال: إنه لما صار بمكة، تخلص فأتى المدينة. ويقال: إنه لم يصر إلى أبي بصير، ولكن خلاصه كان في وقت مصير أصحاب أبي بصير إلى النبي . وهو الثبت.

وقال الكلبى: كان لحاق أصحاب أبي بصير بالنبي وهو بخيبر (٢)، وفتح خيبر. وهو «الفتح القريب (٣)» الذي وعده الله نبيه . وقال أبو اليقظان البصري: لما كانت خلافة عمر، شرب أبو جندل الخمر مع نفر. فأراد أميرهم أن يحدهم. فقالوا: قد حضر العدو. فإن قتلنا، فقد كفيت موتتنا وأمرنا، وإن بقينا، فأقم علينا الحد. فقتلوا جميعا. وقال الواقدي: مات أبو جندل في طاعون عمواس بالشام. وقد أسلم أبوه سهيل بن عمرو يوم فتح مكة، فحسن إسلامه، وغزا الشام، فمات في طاعون عمواس.

عبد الله بن مخرمة بن عبد العزى بن أبي قيس، يكنى أبا محمد،

وأمه بهنانة بنت صفوان بن أمية بن محرث بن (خمل بن شق بن رقبة بن مخدج بن الحارث


(١) كذا، أى: «صار هو وأصحاب أبى بصير».
(٢) خ: بحمير.
(٣) راجع القرآن، الفتح (٤٨/ ١٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>