وكان موتها قبل موته. ودفنها رسول الله ﷺ بالحجون. ولم تكن الصلاة على الجنائز يومئذ.
[(سفر الطائف)]
٥٦١ - قالوا: وخرج رسول الله ﷺ، ومعه زيد بن حارثة مولاه.
بعد موت أبي طالب إلى الطائف. فآذته ثقيف. فأسمعوه وأغروا سفهاءهم به، وقالوا: كرهك أهل بلدك وقومك ولم يقبلوا منك، فجئتنا، فنحن والله أشد لك إباء، وعليك ردا، ومنك وحشة. فجلس رسول الله ﷺ في ظل شجرة، ثم قال:«اللهم إني أشكو إليك ضعف قوتي، وقلة حيلتي، وهواني على الناس، يا أرحم الراحمين، يا رب المستضعفين، إلى من تكلني؟» وخرج رسول الله ﷺ، وزيد بن حارثة، راجعين حين يئس من أهل الطائف. ووجه رسول الله ﷺ رجلا من خزاعة إلى سهيل بن عمرو يسأله أن يدخل في جواره، فأبى. ثم بعث إلى مطعم بن عدي، فأجاره. فدخل في جواره. ولبس قومه السلاح حتى أدخلوه المسجد. فكان رسول الله ﷺ يشكرها لمطعم بن عدي. وكان خروج النبي ﷺ إلى الطائف لثلاث ليال بقين من شوال سنة عشر من النبوة. وقدم مكة يوم الثلاثاء لثلاث وعشرين ليلة خلت من ذي القعدة.
[(عرض نفسه على القبائل)]
٥٦٢ - قالوا: وكان رسول الله ﷺ يدعو القبائل في الموسم قبل الهجرة، ويسألهم نصرته ومنعته. فكان يلقى منهم تجهما وغلظا. ولقى من بنى عامر ابن صعصعة ما لم يلق (من) أحد من العرب. وقال له رجل من بني محارب يوما:
والله لا يؤوب بك قوم إلى دارهم إلا آبوا بشر ما آب به أهل موسم. وكان ﷺ يطوف على القبائل، يدعوهم، وأبو لهب خلفه يثبط (١) الناس