١١٤ - قالوا: ولما كان يوم أحد، أتى زيد بن الخطاب، أخو عمر، أبا جهم بن حذيفة بن غانم. فقال له أبو الجهم: أنا والغ الدم. فقال له زيد، قد أتاك والغ مثلك.
١١٥ - قالوا: واقترع بنو عبد مناف على الرفادة والسقاية، فصارتا لهاشم بن عبد مناف. ثم صارتا بعده للمطلب بن عبد مناف بوصية. ثم لعبد المطلب، ثم للزبير بن عبد المطلب، ثم لأبي طالب. ولم يكن له مال، فادان من أخيه العباس بن عبد المطلب عشرة آلاف درهم. فأنفقها. فلما كان العام المقبل، سأله سلف خمسة عشر (ألف) درهم، ويقال أربعة عشر ألف درهم. فقال له: إنك لم تقضنى ما لي عليك وأنا أعطيك ما سألت على أنك إن لم تدفع إلي جميع ما لي في قابل فأمر الرفادة والسقاية إلي دونك. فأجابه إلى ذلك. فلما كان الموسم الثالث، ازداد أبو طالب عجزا وضعفا، ولم تمكنه النفقة، وأعدم حتى أخذ كل رجل من بنى هاشم ولدا من أولاده يحمل عنه مؤنته. فصارت الرفادة والسقاية إلى العباس، وأبرأ أبا طالب مما له عليه. وكان يأتيه الزبيب من كرم له بالطائف، فينبذ في السقاية. ثم جعل الخلفاء الرفادة من بيت المال. فقام بالرفادة والسقاية، بعد العباس، عبد الله بن عباس، ثم علي بن عبد الله، ثم محمد بن علي، ثم داود بن علي، ثم سليمان بن علي، ثم عيسى بن علي. ثم لما استخلف المنصور، قال: إنكم لا تلون هذا الأمر بأبدانكم، وإنما تقلدونه مواليكم، فأمير المؤمنين أحق بتوليته مواليه. فولى أمر السقاية، ونفقة البيت، وإطعام الحاج مولى له يقال له زريق.
١١٦ - وحدثني الحسن بن علي الحرمازي، عن رجل من قريش، أنه قال:
كان مما لحقنا من كلام قصي قوله:«العي عيان، عي الإفحام، وعي المنطق بغير سدر». وقوله:«الحسود عدو خفي المكان». وقوله:
«من سأل قوما فوق قدره استحق الحرمان». وكان بنات قصي: برة تزوجها عمر بن مخزوم، وتخمر تزوجها عمران بن مخزوم. وأمهما حبي بنت حليل.