لا تحسبي شيم الفتيان واحدة … بكل رحل لعمري ترحل الناقه
إني إذا المرء شانته خليقته … ألفيتنى جلدتى بيضاء براقه
وحينما يفعل الفتيان أفعله … وإنما يتبع الإنسان أعراقه
وقال عبد المطلب:
قلت والأشرم تردى خيله … إن ذا الأشرم غر بالحرم
رامه تبع فيمن جمعت … حمير والحي من آل قدم
فانثني عنه وفي أوداجه … جارح أمسك منه بالكظم
فخزاك الله في بلدته … لم يزل ذاك على عهد ابرهم
١٣٠ - حدثنا عباس بن هشام، عن أبيه، عن ابن خربوذ وغيره من علماء أهل الحجاز، قالوا:
لما هلك المطلب بن عبد مناف، وكان العاضد لعبد المطلب والذاب عنه والقائم بأمره، وثب نوفل بن عبد مناف على أركاح كانت لعبد المطلب. وهي الساحات والأفنية. فغلب عليها، واغتصبه إياها. فاضطرب عبد المطلب لذلك، واستنهض قومه معه، فلم ينهض كبير أحد منهم فكتب إلى أخواله من بني النجار، من الخزرج (١):
يا طول ليلي لأحزاني وأشغالي … هل من رسول إلى النجار أخوالي
ينبي عديا ودينارا ومازنها … ومالكا عصمة الجيران عن حالي
قد كنت فيكم وما أخشى ظلامة ذي … ظلم عزيزا منيعا ناعم البال
حتى ارتحلت إلى قومى وأزعجنى … لذاك مطلب عمي بترحال
فغاب مطلب في قعر مظلمة … ثم انتزى نوفل يعدو على مالي
أأن رأى رجلا غابت عمومته … وغاب أخواله عنه بلا والي
أنحى عليه ولم يحفظ له رحما … ما أمنع المرء بين العم والخال
فاستنفروا وامنعوا ضيم ابن أختكم … لا تخذلوه فما أنتم بخذال
أنتم شهاد لمن لانت عريكته … من سلمكم وسمام الأبلخ الغالي
(١) الطبرى، ص ١٠٨٦ - ١٠٨٧ مع اختلافات وزيادة أبيات.