٣٣٦ - وقال الواقدي: أليس موت من مات، وعمى من عمي، وما تهيأ لرسول الله ﷺ من أسباب مفارقتهم كفاية له ﷺ؟
[ركانة بن عبد يزيد]
٣٣٧ - قالوا: وكان ركانة بن عبد يزيد بن هاشم بن المطلب الشديد قدم من سفر له. فأخبر خبر النبي ﷺ، فلقيه في بعض جبال مكة، فقال: يا ابن أخي، قد بلغني عنك أمر، وما كنت عندي بكذاب. فإن صرعتني، علمت أنك صادق. فصرعه النبي ﷺ ثلاثا. فأتى قريشا، فقال: يا هؤلاء، صاحبكم ساحر، فساحروا به من شئتم.
٣٣٨ - وقال هشام بن الكلبي، حدثني أبي، عن أبي صالح، عن ابن عباس قال:
لقي رسول الله ﷺ ركانة بن عبد يزيد، وكان أشد العرب، لم يصرعه أحد قط. فدعاه إلى إسلام. فقال: والله لا أسلم حتى تدعو هذه الشجرة. وكانت سمرة أو طلحة. فقال رسول الله ﷺ:
أقبلي بإذن الله. فأقبلت تخد الأرض خدا. فقال ركانة: ما رأيت كاليوم سحرا أعظم، فمرها فلترجع. فقال: ارجعي بإذن الله. فرجعت. فقال له:
ويحك، أسلم. فقال: إن صرعتني أسلمت، وإلا فغنمي لك، وإن صرعتك، كففت عن هذا الأمر. وكان ركانة أشد الناس، ما صرعه أحد قط. فأخذه النبي ﷺ، فصرعه ثلاثا. فقال: يابن العم، العود. فصرعه أيضا ثلاثا، فقال: أسلم. فقال: لا. قال: فإني آخذ غنمك. قال:
فما تقول لقريش؟ قال: أقول صارعته، فصرعت فأخذت غنمه. قال:
فضحتني وخزيتني. قال: فما أقول لهم؟ قال: قل لهم قمرته. قال: إذا أكذب.
قال: أو لست في كذب من حين تصبح إلى حين تمسي؟ قال: خذ غنمك.
قال: فأنت والله خير مني وأكرم. قال النبي ﷺ: وأحق بذلك منك.