للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

لؤي، خرج يبغي إبلا له، وهو غلام في رأسه ذؤابة وعليه حلة وكان غلاما وضيئا، فمر بعامر بن يزيد بن عامر بن الملوح بن يعمر، وكان بضجنان. فقال: من أنت يا غلام؟ قال: ابن حفص بن الأخيف. قال:

يا بني بكر ألكم في قريش دم؟ قالوا: نعم. قال: ما كان رجل ليقتل هذا برجله إلا استوفى. واتبعه رجل من بني بكر، فقتله بدم كان له في قريش.

فتكلمت فيه قريش. فقال عامر بن (ى) زيد: «قد كانت لنا فيكم دماء، فإن شئتم فأدوا ما لنا قبلكم، ونؤدي إليكم ما كان فينا، وإن شئتم فإنما هو الدم رجل برجل، وإن شئتم فتجافوا عنا فيما فعلنا نتجاف عنكم فيما قبلكم».

فهان ذلك الغلام على قريش، وقالوا: صدق، رجل برجل. فلم يطلبوا بدمه.

فبينا أخوه مكرز بن حفص بن الأخيف بمر الظهران إذ نظر إلى عامر بن يزيد، وهو سيد بني بكر، على جمل له، فقال: ما أطلب أثرا بعد عين. وأناخ بعيره، وهو متوشح بسيفه، فعلاه به حتى قتله. ثم أتى مكة، فعلق سيف عامر بأستار الكعبة. فلما أصبحت قريش، رأوا سيف عامر، فعرفوا أن مكرز ابن حفص قتله لقول كان سمع من مكرز في ذلك. وجزعت بنو بكر بقتل سيدها، وكانت معدة لتقتل (١) من قريش سيدين أو ثلاثة. فإنهم لعلى ذلك حتى جاء النفير إلى بدر وهم على هذا. فخافوهم (٢) على من يخلفون بمكة من ذراريهم، حتى جاءهم إبليس في صورة سراقة بن (مالك بن) جعشم، فقال:

أنا لكم جار من بني بكر فإني سيدهم. فقال أبو جهل: هذا سراقة سيد كنانة، وقد أجاركم وأجار من تخلف منكم. فشجع القوم، فخرجوا إلى بدر.

٦٦٣ - فاستشهد ببدر من بني المطلب بن عبد مناف:

عبيدة بن الحارث، قتله شيبة بن ربيعة. فدفنه النبي بالصفراء بذات أجدال.

ومن بني زهرة:

عمير بن أبي وقاص، قتله عمرو بن عبد ود. وعمير بن عبد عمرو الخزاعي، وهو ذو الشمالين، حليف بني زهرة- ويقال هو عمير بن عبد عمرو ابن نضلة- قتله أبو أسامة زهير بن معاوية الجشمي.

ومن بني عدي بن كعب:


(١) خ: ليقتل.
(٢) خ: فجافوهم.

<<  <  ج: ص:  >  >>