للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وشيخهم خير شيخ لست تبلغه … أنى وليس به سخف ولا طبع

يا حرب ما بلغت مسعاتكم هبعا … يسقى الحجيج وماذا يبلغ الهبع

أبوكما واحد والفرع بينكما … منه العشاش ومنه الناضر الينع

وتروى «مختلف العش الضئيل (١)». قال: فترك عبد المطلب منادمة حرب، ونادم عبد الله بن جدعان بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة.

ولم يفارق حربا حتى أخذ منه مائة ناقة، ودفعها إلى ابن عم اليهودي. وارتجع ماله إلا شيئا كان شعث منه، فغرمه (٢) من ماله. وقال الأرقم بن نضلة بن هاشم في منافرة عبد المطلب حربا (٣):

وقبلك ما أدرى أمية هاشم … فأورده عمرو إلى شر مورد

أيا حرب قد جاريت غير مقصر … شاك إلى الغايات طلاع أنجد

١٣٤ - وحدثني عباس بن هشام، عن أبيه، عن أشياخ من العلماء، قالوا:

كان لعبد المطلب ماء يدعى ذا الهرم. فغلبه عليه جندب بن الحارث الثقفي، قوم من ثقيف. فنافرهم عبد المطلب إلى الكاهن القضاعي، وهو سلمة بن أبي حية بن الأشحم بن عامر بن ثعلبة، من بني الحارث بن سعد هذيم، أخي عذرة بن سعد. وهو صاحب عزى سلمة. وعزاه شيطانه، فيما يزعمون. وكان منزله بالشام. فخرج عبد المطلب إليه في نفر من قريش، وخرج جندب في جماعة من ثقيف. فلما انتهوا إلى الكاهن، خبئوا له، فيما يزعمون، رأس جرادة في خربة مزادة (٤). فقال، والله أعلم: خبأتم لي شيئا طار، فسطع وتصوب فوقع ذا ذنب جرار، وساق كالمنشار، ورأس كالمسمار فقال:


(١) لا ندري بماذا يتعلق اختلاف الرواية هذا. لعله سقط بيت في الأصل. والمنمق أيضا لا يفيده.
(٢) خ: شعث مكة فغرسه.
(٣) المنمق، ص ٦٤.
(٤) خ: حرز مزادة (والتصحيح عن المنمق، حيث زاد بعده: «وعلقوه في قلادة كلب يقال له سوار»). وخربة المزادة ثقبها. والخربة أيضا وعاء يضع فيه الراعى زاده.

<<  <  ج: ص:  >  >>