وقد ظلت نسخة الموصلي قرونًا في مكانها - الذي لا نعرفه الآن - إلى أن نسخت -كما جاء في آخر الكتاب- في القرن الثاني عشر الهجرى بخط أحمد بن حسن الدهمشاوى في يوم السبت عشرين شهر ربيع الأول من شهور سنة ثلاث وعشرين ومائة وألف من الهجرة (١١٢٣).
ثم نقلت نسخة الدهمشاوى إلى مكتبة عاشر أفندى حوالى سنة ١١٥٤ هـ كما يدل على ذلك ختم واقفها المثبت عليها.
وقد جاء في فهارس دار الكتب عن هذه النسخة المصورة من النسخة الخطية ما يأتي:"وهذه النسخة المخطوطة جزءان أحدهما بخط المحسن بن الحسين بن كوجك العبسى نقله من جزء من نسخة بخط المؤلف. والآخر بخط أحمد بن حسن الدهمشاوي. ونقله من نسخة بخط أحمد بن محمد بن عبد الله الدمشقي … ".
ويبدو أن المفهرس لم يتحقق من الخطوط والمقدمة والمؤخرة في الكتاب لأنه يخالف ما كتبه عنها، ونحن فيما كتبناه نتفق بعد مراجعتنا للكتاب مع ما كتبه (جوتين) بإيجاز في الجزء الخامس الذي أخرجه.
[موضوعات الكتاب وطريقته]
بدأ الكتاب بذكر نسب نوح ﵇، ثم تكلم عن العرب ونزل إلى عدنان الذي هو رأس عمود نسب الرسول وظل ينزل إلى أجداد النبي واحدًا واحدًا، ذاكرًا ما يتصل بكل جد على حدة ذاكرًا أبناءه باختصار حتى وصل إلى مولد الرسول في ص ٤١ المجلد الأول واستغرقت الصفحات في سيرته ٢٣٧ صفحة، ثم تكلم عن أمر السقيفة، وبدأ بعد ذلك يصعد في نسب الرسول مرة أخرى، فتناول أبناء الجد الأول عبد المطلب واحدًا واحدًا فبنيهم وبني أبنائهم ومن نزل، مستوفيًا ما شاء من الأخبار والروايات، ثم صعد إلى أبناء