للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

رحلوا وتركوا أبا عزة نائما مكانه. فنام حتى ارتفع النهار، ولحقه المسلمون وقد انتبه فهو يتلدد. فأخذه عاصم بن ثابت، وأتى به النبي ، فأمر بضرب عنقه. وخالد بن سفيان بن عويف الكناني. وأبو الشعثاء بن سفيان ابن عويف. وأبو الحمراء بن سفيان بن عويف. وأخ لهم آخر يقال له غراب.

٧١٨ - قالوا: وصلى رسول الله على الشهداء، فكان حمزة أول من كبر عليه أربعا. ثم جمع إليه الشهداء. فكان كلما أتي بشهيد، وضع إلى جنب حمزة فصلى عليه وعلى الشهيد، حتى صلى عليه سبعين مرة.

ويقال: كان يؤتى بتسعة وحمزة عاشرهم، فيصلي عليهم. ثم يرفع التسعة وحمزة مكانه، ويؤتي بتسعة أخر. ويقال: كبر عليهم تسعا وسبعا وخمسا. وأعمق لهم في الحفر، ودفن الاثنين والثلاثة في القبر، وبدأ بأكثرهم قرآنا.

حدثني شيبان بن أبي شيبة، ثنا سليمان بن المغيرة، ثنا حميد عن هشام بن عامر قال:

جاءت الأنصار يوم أحد فقالت: يا رسول الله أصابنا قرح وجهد، فكيف تأمرنا؟ فقال: احفروا وأوسعوا، واجعلوا الرجلين والثلاثة في القبر. قالوا:

فمن نقدم؟ قال: قدموا أكثرهم قرآنا.

٧١٩ - قالوا: وآثر رسول الله بمصعب بن عمير وهو مقتول في بردة له، فقال: «رحمك الله، لقد رأيتك بمكة، وما بها أرق حلة ولا أحسن لمة منك. ثم أنت أشعث بردة». وأمر به، فقبر. ونزل في قبره أخوه أبو الروم، وعامر بن ربيعة العنزي، وسويبط بن عمرو (١) بن حرملة. ونزل في قبر حمزة رحمة الله علي بن أبي طالب، وأبو بكر، وعمر، والزبير. وجلس رسول الله على حفرته. وحمل كثير من الناس قتلاهم إلى المدينة، فدفنوا بنقيع (٢) الخيل وغيره. وكان شماس بن عثمان المخزومي حمل وبه رمق، فمات عند أم سلمة زوج النبي ، فأمر ، فرد إلى أحد، فدفن في ثيابه التي مات فيها.

٧٢٠ - قال الواقدي: ودفن من دفن بأحد من الشهداء في الوادي. وكان


(١) هو غير معروف. لعله سويبط بن سعد بن حرملة المذكور في كتب السير وتراجم الصحابة.
(٢) خ ببقيع.

<<  <  ج: ص:  >  >>