للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

رسول الله ، وقال: لولا الملك، يعني ملك الروم، لأسلمت.

وأهدى إلى رسول الله مارية، وأختها شيرين، وألف مثقال ذهبا، وعشرين ثوبا، وبغلة النبي التي تعرف بدلدل، وحماره يعفورا. ويقال إن يعفورا من هدية فروة بن عمرو الجذامي، عامل قيصر على عمان ونواحيها. وبعضهم يقول: اسم الحمار عفير. وأهدى مع ذلك خصيا (١). فلما خرج حاطب بمارية، عرض عليها الإسلام، فأسلمت وأسلمت أختها. وأقام الخصي على دينه، حتى أسلم بالمدينة على عهد رسول الله ، ومات فدفن بالبقيع سنة ستين، وكان شيخا كبيرا. وكان رسول الله معجبا بمارية، وكانت بيضاء، جميلة، جعدة الشعر. وكانت أمها رومية. فأنزلها رسول الله بالعالية في المال الذي يعرف بمشربة أم إبراهيم، وكان يختلف إليها هناك، وضرب عليها الحجاب، وكان يطؤها. فحملت، وولدت، فقبلتها (٢) سلمى مولاة رسول الله . وجاء زوجها أبو رافع مولى النبي ، فبشر بولادتها غلاما سويا، فوهب له عبدا. وسماه يوم سابعة

[إبراهيم.]

وأمر، فحلق رأسه أبو هند البياضي، من الأنصار. وتصدق بزنة شعره ورقا، وعق عنه بكبش، ودفن شعره في الأرض. وتنافست الأنصار في إبراهيم ، أيهم يحضنه وترضعه امرأته، حتى جاءت أم بردة، وهي كبشة (٣) بنت المنذر بن زيد بن لبيد بن خداش، من بني النجار، فدفعه إليها لترضعه. وزوج أم بردة البراء بن أوس بن خالد، من بني النجار، فدفعه إليها لترضعه. وزوج أم بردة البراء بن أوس بن خالد، من بني مبذول ابن عمرو بن غنم بن مازن بن النجار. فكان إبراهيم في بني مازن، إلا أن أمه تؤتى به، ثم يعاد إلى منزل ظئره أم بردة. وكان رسول الله يأتي أم بردة، فيقيل عندها، وتخرج إليه إبراهيم، فيحمله ويقبله. وكان لرسول الله لقائح، وقطعة غنم، فكانت مارية تشرب من


(١) اسمه «مابور»، كما روى الطبرى (ص ١٧٨١) في آخرين.
(٢) أى أدت وظيفة القابلة عند المخاض ووضع الحمل.
(٣) وفي المحبر (ص ٤٢٩): اسم أم بردة خولة بنت المنذر.

<<  <  ج: ص:  >  >>