للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

قيمة البلاذرى (١) وكتاب أنساب الأشراف

للأستاذ عبد الستار فراج

لم يحظ أحد لدى الخلفاء وأصحاب السلطان في الدولتين الأموية والعباسية إلا من أوتى نصيبًا موفورًا من العلم أو الأدب يرفعه إلى مرتبة المجالسة والمنادمة.

وما ألفه البلاذرى دليل على قدره وقيمته فليس عجيبًا أن ينادم المتوكل ويحظى لدى المستعين والمعتز والمعتمد من الخلفاء، وعبيد الله بن يحيى وأحمد بن صالح من الوزراء.

ومن روى عنهم مباشرة من شيوخه الذين يتجاوزون المائة وأكثرهم من جلة الرواة والمحدثين، وبعضهم من كبار المؤلفين دليل على ضخامة ما تلقاه البلاذرى من أخبار وأحاديث.

والشريف المرتضى وقد ألف بعد البلاذرى بحوالى قرن يذكر في كتابه الشافى ما يأتي:

ص ٢٠٧، وقد روى أبو الحسن أحمد بن يحيى بن جابر البلاذرى - وحاله في الثقة عند العامة والبعد عن مقارنة الشيعة والضبط لما يرويه معروف - قال حدثني بكر. . . . . . . . . . . ".

وفي ص ٢٤٦، وقد روى البلاذرى في تاريخه - وهو معروف الثقة والضبط ويرى (ولعل صوابها: وبرئ من مماثلة (ولعل صوابها: ممالأة) الشيعة ومقارنتها أن أبا بكر وعمر كانا في جيش أسامة.

ويكفي في قيمته أن من تلاميذه يحيى بن علي بن المنجم (٢) (٢٤١ - ٣٠٠) مؤلف كتاب الباهر في أخبار شعراء مخضرمى الدولتين، كما كان نديمًا للخلفاء ومن تلاميذه جعفر بن قدامة وكانت له مؤلفات.


(١) أثبت الدكتور صلاح الدين المنجد مدير معهد المخطوطات بالجامعة العربية في مقدمته لكتاب فتوح البلدان الذي حققه، مصادر ترجمة البلاذرى باستيفاء من قديمة وحديثة، وترجم له ترجمة جديدة واسعة فليرجع إليها.
(٢) حرف على مسيو دخويه فذكره محمد بن إسحاق النديم ونعته بصاحب الفهرست، والفرق بين وفاتيهما أكثر من مائة عام.

<<  <  ج: ص:  >  >>